"ها أنت تصحو الآن/ تفتح شرفة للروح والحلم البعيد/ كنجمة أفنيت عمرك كى تضيئك/ أو تضىء بك الطريق إليك/ ثمة غربة أخذتك منك وحاصرتك/ فضاق بيتك والبلاد كمثل بيت السلحفاة"، هكذا تحدث الشاعر الفلسطينى سليمان دغش عنه فى قصيدته "رؤيا محمد البوعزيزى بديوانه "سفر النرجس"، عن مطلق الشرارة الأولى لثورة الياسمين التونسية.
ويمر اليوم الذكرى السابعة على ضرم محمد البوعزيرى النار بنفسه، صاحب الشرارة الأولى فى اندلاع ثورة الياسمين التونسية، إذ أضرم النار فى نفسه، احتجاجًا على قيام شرطية التونسية بمصادرة بضاعته وعربة البضائع الخاصة به والاعتداء عليه، فى 17 ديسمبر عام 2010، فأنطلقت من بعد مظاهرات عارمة فى كل الأنحاء التونسية، رحل على أثرها الرئيس التونسى زين العابدين بن على عن الحكم.
أصبح حادث البوعزيزى والذى توفى فى 4 يناير من عام 2011، متأثرًا بجراحه، بمثابة الملهم الأولى لثورات الربيع العربى، للإطاحة بالأنظمة العربية، وكانت الحادثة ملهمة لعدد من الشعراء التونسيين والعرب لتخليد تلك الذكرى فى دواوين الشعر العربية، رثاءً للبوعزيزى، ومن بينهم:
قصيدة تونس – تميم البرغوثى
"عِزٌّ لأمِّ مُحَمَّدٍ وَفَتَاها /عزٌّ لتُونِسَ أرْضِها وَسَماها / عِزٌّ لِكُلِّ أُخَيَّةٍ تَبْكِى عَلَيْهِ / بِخَيْرِ مَا تَبْكِى الكِرَامُ أَخَاها / تَبْكِيهِ بالجَمْعِ المُلِحِّ وُجُوهُهُ / بَاتَتْ لِوَجْهِ مُحَمَّدٍ أَشْبَاها / وَجْهٌ يُلِحُّ مُكَرَّراً وَمُكَرَّرَاً / حتى يُطَبِّقَ مُدْنَها وَقُرَاها / وَجْهٌ يُلِحُّ تَعَدَّدَتْ أَسمَاؤُه / أَفْدِى أَسَامِيَهُم وَمَنْ سَمَّاها / وَجْهُ المُقَيَّدِ فى السَّرِيرِ مُلَثَّماً / هَدَمَ المَمَالِكَ غَائِباً وَبَنَاها / أنتَ الشهيدُ وَأَنْفُ غَيْرِكَ رَاغِمٌ / وَجَدَ المَنِيَّةَ مُهْرَةً فَعَلاها / وَرَدَدْتَ صَفْعَتَهُم بأُخْرَى أَصبحَتْ / تَجْتَاحُ أقصاها إلى أقصاها".
قيامة البوعزيزى – خالد صبر سالم
"يَنهضُ مِنْ رمادهِ ووَجهُهُ ليسَ بهِ حروقْ/ بلْ وجهُهُ مُلوَّنٌ برايةِ الوطنْ/ مُضـَمَّخ ٌبقلبِ اُمّهِ التى أتعبَها الطغاة ُوالزمنْ/ جبينـُهُ بَوْصَلة ٌإصبعُها تـُشيرُ نحْوَ قصْر قاتليهْ/وعينـُهُ كالشمس فى إطلالةِ الشروقْ/ يَطلعُ مِنْ سَخامهِ الزيتونُ/ فتشْرئِبُ لانعتاق ٍ لهْْفة ٌ ترسمُها العيونُ/ وينفحُ الحرية َالهيفاءَ ياسمينُ"
أحمد بخيت - قافية تونسية
"قافية تونسية "ستنجو أمة من حوت يونس ../ وأول شاطئ الأحرار تونس / وأم تكره الطغيان أمي/ وأجمل أمهات الأرض تونس / سنهتف بالرصاصة حين تعوي/ نحب الله ثم نحب تونس
يبدل صانع الشعر القوافى. / وما بدلت قافية بتونس /أنا هو أحمد الشعراء لكن .
رؤيا البوعزيزى – سليمان دغش
"سنبلة الحياة رمت على كتف الميادين الجديدة روحها/ ف ريحها وتوهجت غضبا لتشتعل الشرارة/ والإشارة والبشارة/ فى فراشة تونس الحمراء/ تنهض مثل عنقاء الرماد بروح "بوعزيزى" العظيم/ تزفه العلياء مكتملا بمعنى ذاته حيا/ فتكتمل السنابل فى رؤى الصديق يوسف/ فادخلوها أمنين الآن"