"لأن ثمة قانون مثل الجاذبية، صار بمقدور الكون أن يخلق نفسه من عدم، والخلق العفوى هذا هو السبب فى أن هناك شيئا بدلا من لا شىء، وفى وجود الكون ووجودنا نحن"، ويمضى قائلا: "عليه يمكن القول إن الكون لم يكن بحاجة إلى إله يشعل فتيلا ما لخلقه"، هكذا قال عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج، فى إحدى نظرياته التى تنفى وجود خالق للكون.
وستيفن هوكينج، واحد من أهم علماء الفيزياء فى التاريخ البشرى، ممن تحدوا المرض والعجز والظروف فأصبح أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم الآن، له أبحاث نظرية فى علم الكون وأبحاث فى العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، كما له أبحاث ودراسات فى التسلسل الزمنى، وتمر اليوم الذكرى الـ75 على ميلاد ستيفن هوكينج، إذ ولد بمدينة أكسفورد الإنجليزية فى 8 يناير 1942.
وللعالم البريطانى العديد من الأفكار التى تعارض الفكر الدينى المحافظ، ما يعرضه للإتهام بالإلحاد وإن لم ينف هو ذلك، وبحسب ما ذكرته جريدة "إيلاف" العراقية، نقلا عن مقال انفردت به صحيفة "تايمز" البريطانية، يشير خلاله العالم البريطانى إلى القول بأن الفيزياء الحديثة لا تترك مجالا للإيمان بأى خالق للكون.
ونقلت الصحيفة حديث البروفيسير هوكينج من كتابه The Grand Design"" المشروع العظيم، الذى احتكرت نشر مقتطفات، ويسعى فيه العالم الانجليزى للإجابة على السؤال "هل كان الكون بحاجة إلى خالق؟ ويقول: "الإجابة هى لا وبعيدا عن كون الأمر حادثة لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تأتت على يد إلهية، فإن ما يعرف باسم "الانفجار الكبير" لم يكن سوى عواقب حتمية لقوانين الفيزياء".
ويقول البروفيسور هوكينغ إن الأرجح هو وجود أكوان أخرى تسمى "الكون المتعدد" وليس مجرد كواكب أخرى، خارج مجموعتنا الشمسية، ويضيف قوله إنه "إذا كانت نية الإله هى خلق الجنس البشرى، فهذا يعنى أن ذلك الكون المتعدد بلا غرض يؤديه وبالتالى فلا لزوم له".
وفى لقاء حصرى مع صحيفة "الجارديان" البريطانية ويقول إن حديث المؤمنين بوجود خالق عن الدار الآخرة والجنة والنار مجرد خرافات لا أساس علمى لها. ويضيف أن الترويج لهذه "الخرافات" ينطلق من دافع "الخوف من الموت" بينما الواقع هو أن لا شىء ينتظر المرء بعد اللحظة التى يتوقف فيها الدماغ عن العمل.
وفى لقاء آخر معه قال "هوكينغ" أكد بأن موت الإنسان هو المحطة الأخيرة التى لا يأتى بعدها شىء، وهو ما أن يجب أن تحفزنا على القدر الأكبر الممكن من الإنجاز لصالح البشرية خلال حياتنا، وفى إجابته على السؤال: "كيف نعيش هذه الحياة"، يقول ببساطة "ألا نفعل سوى الخير القيم".