أنا كنت خلاص قربت اترهبن
واعمل فيها مقدّس
استشيخ وارسم دقن طويله واقول للناس حجّيت
ونويت اقعد جنب اخواتي اليتما
ف بيت العيله المهجور من ست سنين ويومين
أقرا مواعظ
وامسك سبحه وأعدّ الحَبّ وابصّ لفوق وأتصعّب
واتكلّم زيّ جميع الفاهمين فى أمور الدين
كنت خلاص رتبت أمورى..
هازرع ياسمين ع الكورنيش
واسرح بعيدان الفل ف وسط العربيّات
أتحايل ع الحبّيبه وأطبطب ع التماثيل
واسكن فى النيل
وارسم فوق لمبة وشّ العالم ليل وطاشى وسيل
واخلص م الشعر وم المواويل الفارغين والتراحيل
لكنّي نسيت إنّك قنديل بيحبّ الشعر
وبيعشق بكره بصوت فيروز وأمل دنقل وغناوى منير
الحلم ف وشّك لسه بيبرق في السماوات وكأنّك طير
وكإن العالم لمعة عين لأسير بيبصّ لوشّ الشمس
ويتنطط ويبوس في أسير
طعم الحريّه على الشاربين المرّ كتير
والأكتر م الحريّه النور
شفناها يا صاحبي مرار طافح وعشش وقبور
وقرينا العناوين جوّاها عناكب وجحور
والعالم عمال يتحرّك داير ما يدور
ولا حدّش قادر ينقذ حدّ
هو أنت إزّاي قرّرت بدون أي مناسبه تعيش يومك جدّ
مش كنا نوينا نعيشها هزار؟
الناس قالوا انّ الموت هيهيج بالأمس ف عناوين الأخبار
طاب إيه خلّاك تطلع م الدار
أو إيه خلاك تكشف أسرار العمر الفايت للقاعدين
مش قلنا هنضحك من غير خوف
وهنتكلّم زيّ الفاهمين في أمور الدين؟
أنا كنت خلاص حطيت رجلي على السكّه الصحّ
ومشيت أوّل خطوه صريحه
لكنّي سمعتك بتقول لي.. مش عاوز أقول كلمه قبيحه
كنت يا صاحبى الماشى قدرت على شيطاني
وحطيت أوراقي ف درج العُمر.. وغمّيت قلبي..
وصبّيت على راسى النيل
علشان أتخلّص من كل الأفكار السوده
واغنى لبكره بصوت غير اللي اتعودت عليه وانا بأنهج
واعتب ع الأشكال الضاله بدون تصريح واضح
واخلص م الشعر ومن اوجاعه
وتعابير الشعرا الصايمين عن حبّ الناس والشارع
والفكره المجنونه العايشه ف راس الفقرا
وطعم الشاي المغلي وريحة الدخان
كنت خلاص خطيت الخطوه الأولى
وحطيت ايدي على الخيط اللي يوصّل
واحد تايه زيّى لأقرب عنوان
لكني نسيت إنك بتحب الشعر
بتحبّ الشعرا ولاد الأباليس الغاويين يتخانقوا عشان عُقب سيجاره
ويتصالحوا عشان ندوه هيحضرها اتنين ويحاضر فيها اتنين
وبتضحك دايمًا من غير داعي لكل الماشيين
يقروا الدنيا ف وشّ الماشيين
وعشان كده قررت أقعد واكتب لك من قلب حزين
أبيات مغسوله بميّة حزن
بعد ما حسّيت إن أنا أصبحت وحيد في الدنيا
بعد ما بصيت على روحك
وعرفت إزاي الروح مشاعرها عنيفه وهيّ بتلبس أكفان الصمت
وتتهيّأ لمواجهة وشّ ملايكتها بشكل رهيب
يا جراح مفتوحه ورافضه تطيب
يا عيون هتسيب الضحك معشش في الدواليب
يا أيادي غريب سابت فى السكه أيادي غريب
الحزن ابن المجنونه عجيب قدام الفَرْح
قدّام الكون الهادي المسنود ع الكراكيب
صدّقني يا صاحبي الحلم اللي حلمناه في البحر ما كانش كئيب
والضحك اللي ضحكناه حرّك قلب المراكيب
وكلامنا اللي هناك يوم قلناه كان كلّه نصيب
صدقني يا صاحبي الجرح عصيب
والناس المش فاهمين وجعك أشباه دباديب
قرّرت تغيب..
طاب غيب واتخفّى من الواقفين يستنوا ملامحك جوز حواديت
ويراقبوا طلوعك من فتحة شباك البيت
ويقولوا اتأخّر وكأنّه بيسقي الكتاكيت
وتقول بمحبّة متضّايق.. صايم وفطرت وصلّيت ودعيت واتعشّيت
وقريت في كتاب شاعر مجهول يا ولاد التيت
...................
أنا كنت مشيت من غير ما اعرف اسم الشارع
وملامح كلّ بيوت الحيّ
وشَكْل المخاليق الأموات
مش عارف رايح فين فعلا ولا جاي منين
ولا إيه آخر نكته اتقالت ما ضحكنلهاش
لكن حسّيت وسط الزحمه انّ الخيل ساكت زيّ الساكتين
وانّ احنا بقالنا سنين ماشيين ما اتكلمنّاش
بس ف كل قصيده جديده باشوفك بتقول للشاعر: عاش
وانا اقول لك من غير ما اخد بالى عشت يا صاحبي
شفت يا صاحبي الناس المساكين كانوا بيتسابقوا إزّاي بدموعهم
شفت الرفقا إزاى بيحاولوا يحطوا ورود على آخر نقطة ضحك
شفت الرعشه ف جسم عيال الشارع
شفت الفيس بوك امبارح كان مقلوب إزّاى
كله بيكتب فيك وعشانك شعر
وانا وحدي اللي نسيت إنّك بتحبّه وبتقوله باحساس صادق
أصدق من كلّ الشايلين حِمل الشعر على كتاف أعمارهم شيله
أنبل من كلّ اللي اتكتبوه
أو يوم كتبوه علشان يوصف جوّه قلوبهم حاجه نبيله
وعشان كده قررت أضحك لك واستفتح بقصيده جميله
أو نبدأ في قصيده طويله تفسّر معانيك
أنا ناوي أكتب حبّة أشعار توصف معنى العالم في عنيك
مش ناوي أكتب أشعار ترثيك