أصدرت المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، الطبعة العربية من "الصورة والصوت فى مصر الصاوية" الصادرة عن دار أنباء روسيا، للدكتور حسين عبد البصير، رئيس متحف مكتبة الإسكندرية.
وأكد عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، أن هذا الكتاب يعد إضافة مهمة لعلم المصريات، إذ أنه يقدم مفهوم السيرة الذاتية فى مصر القديمة بشكل جديد ومختلف، ويوضح لنا دوافع تصوير النبلاء فى هذه الأعمال الأدبية والفنية، ويقدم لنا العديد من المعلومات عن السياسة والتغيرات المختلفة فى المجتمع المصرى القديم فى تلك الفترة.
وأضاف الدكتور زاهى حواس، أن كتاب الدكتور عبد البصير يتناول مفهوم الذات المصرية القديمة، وكيف تم التعبير عنها فى مصر الفرعونية، وأنها كانت جزءًا مؤثرًا وفاعلاً فى الثقافة المصرية العليا. ويقول الدكتور حواس إن الذات كانت مهمة فى المجتمع المصرى القديم، وأنه تم تعبير النبلاء عن ذواتهم من خلال اللغة والفن والآثار.
وأشار الدكتور حسين الشافعى، رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، إلى أن كتاب الدكتور عبد البصير يقوم على التعبير عما يطلق عليه "تمثيل الذات" من خلال دراسة السير الذاتية والتماثيل التى تركها النبلاء فى العصر الصاوى أو عصر الأسرة السادسة والعشرين (526-664 قبل الميلاد)، وتسعى دراسة هذه الظاهرة إلى تفسير كيف ولماذا عبر النبلاء عن أنفسهم بهذه الطريقة، وكيف عبروا عن دورهم فى تاريخ الفترة وكيف كانت علاقاتهم مع الملك.
وقال مؤلف الكتاب الدكتور حسين عبد البصير، إن نقطة البداية فى هذا الكتاب تشير إلى أنه كان يمكن التعبير عن "الذات" فى مصر القديمة نصيًا وفنيًا من خلال وسائل الفنية البصرية والقولية الأدبية التى كانت أدوات مهمة تظهر الفرد يتفاعل مع الآخرين، والآلهة، والمجتمع. وتقوم الدراسة على منهج دراسى شامل متعدد التخصصات لهذا الموضوع الذى كان الوسيلة المثلى التى من خلالها يمكن دراسة التعبيرات المصرية القديمة عن الذات الفرعونية. وأنه من خلال هذا المجال الجديد فى علم المصريات، وهو دراسة "تمثيل الذات الفرعونية"،يمكن إجراء استكشافات تقوم على تحليلات متعددة التخصصات والمقارنات بين ثقافات متنوعة فى الأدب والفن وعلم الآثار والتاريخ. ويمثل الفن ونصوص السير الذاتية والثقافة المادية المكونات الرئيسية التى تبلور تمثيل الذات النبلاء فى مصر القديمة. وبالتالى فإن فهمنا المتطور لتمثيل الذات يمكن أن يؤدى إلى إجراء دراسات مماثلة عن الثقافات والفترات الأخرى فى العالم القديم".
ويضيف الأثرى على أبو دشيش خبير الآثار المصرية، أن الدكتور حسين عبد البصير أديب الأثريين، وتمتاز كتاباته ومؤلفاته باللغتين العربية والإنجليزية بالأسلوب السهل الممتنع، وبجمال اللغة ورشاقتها وروعة العبارة وسهولة ويسر المعلومة، وتصل ببساطة إلى الجميع سواء من المتخصصين أو من الجمهور العام، وهى كتابات علمية مفيدة ومثيرة وشيقة وجديدة.
ومن المعروف أن مؤلف الكتاب هو الدكتور حسين عبد البصير عالم الآثار والروائى والكاتب المصرى المعروف الذى حصل على درجة الليسانس فى الآثار المصرية القديمة فى كلية الآثار فى جامعة القاهرة. وحصل على درجتى الماجستير والدكتوراه فى الآثار المصرية القديمة وتاريخ وآثار الشرق الأدنى القديم فى جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية. وهو من المعروفين عالميًا بتخصصه الفريد عن فن وأدب السير الذاتية وأبعادها فى التاريخ والآثار فى مصر الفرعونية. وألف عددًا من الكتب والمقالات العلمية والروايات مثل البحث عن خنوم والأحمر العجوز وإيبو العظيم وملكات الفراعنة: دراما الحب والسلطة. وشغل العديد من المناصب فى الداخل والخارج. وأشرف وأدار العمل الأثرى بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، والمتحف المصرى الكبير بالجيزة، ومنطقة أهرامات الجيزة، والمقتنيات الأثرية، والمنظمات الدولية واليونسكو، وإدارة النشر العلمى، بوزارة الآثار، وغيرها. وقام بالتدريس فى جامعة جونز هوبكنز وجامعة أريزونا ومعهد ميريلاند للفنون بالولايات المتحدة الأمريكية والجامعة الفرنسية (السربون 4) وغيرها. ويشغل الآن منصب مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.