على غرار الثورة المصرية، تراجعت الكتابات التحليلية والنقدية عن ثورة الياسمين التونسية، ويستطيع أى متابع للإصدارات الحديثة، أن يرى ندرة أو اختفاء الكتابة عن الثورات العربية عموما خاصة الثورة التونسية.
وكانت ثورة الياسمين، التى استطاعت أن تنتصر لإرادة الشعب التونسى، فى يوم 14 يناير 2011، بتنحى الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، عن الرئاسة وتركه البلاد متوجها إلى المملكة العربية السعودية بعد 23 عاما من الوجود فى سدة حكم الجمهورية التونسية، بمثابة الشرارة التى أنطلاق من بعدها ما عرف بثورات "الربيع العربى".
اللافت أن هناك عشرات كتابات والإصدارات تناولت ثورة تونس، جميعا صدر بعد الأيام والشهور الأولى للثورة بين عامى 2011 و2013، ومنها (تونس .. ثورة خارج الوصايا، ثورة تونس: الأسباب والسياقات والتحديات، قصة تونس: من البداية إلى ثورة 2011، سقوط الدولة البوليسية فى تونس، ويليس من تونس - مسيرة الثورة التونسية، من قبضة بن على إلى ثورة الياسمين: الإسلام السياسى فى تونس)، ولكن يبدو إن الحماسة والانصياع وراء المشاعر الثورية، كانت المحرك الأكبر لتلك الكتابات، والآن ربما ذهب أغلب الكتاب والمفكرين إلى التريث فى كتاباتهم، مغلبين العقل أكثر ، فى انتظار وضوح الرؤية أكثر عن الثورة وأحداثها، وحتى يستطيعوا تحليل تلك الفترة بشكل أوسع.
ولكن يبقى السؤال والذى سنرى الإجابة عنه خلال السنوات المقبلة، هو هل الكتابة عن الثورة لم ولن تنتهى وتحتاج لبعض الوقت للتحليل، أم كانت موضة ونسيت فى طى النسيان؟.