ثلاث سنوات مرت كلمح البصر على آخر احتفال أقيم للاحتفاء بالكاتب الكبير بهاء طاهر، كان ذلك فى "قهوة الحارة المزنوقة"، فى الزمالك، حفل أقامه عدد من الأدباء والمثقفين، وقد اختير هذا المقهى كتحدٍ للرئيس المخلوع محمد مرسى، الذى تحدث عنه فى خطاباته "المثيرة للضحك" آنذاك.
وفى "الحارة المزنوقة" كان عدد من المثقفين يجتمعون بين حين وآخر، منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وانتهى زمن "مرسى" وجماعته، وبقيت قهوة الحارة المزنوقة شاهدًا على تحولات مصر ونهضتها وتقدمها.
ومنذ ذلك الاحتفال بعيد ميلاد بهاء طاهر الـ80، الذى أقيم بالقرب من منزله، نظرًا لظروف حالته الصحية آنذاك، مر عامه الأول والثانى وأتى عيد ميلاده الثالث بعد الثمانين، ليمر هو أيضًا فى صمت مريب.
لا يخفى على أحد الحالة الصحية التى يعيشها الكاتب الكبير بهاء طاهر، والتى منعته من التواصل ولو هاتفيا مع الصحفيين والإعلاميين، لكن هل هذا يعنى أنه لا يمكن لوزارة الثقافة ممثلة فى قطاعاتها المختلفة، مثل هيئة الكتاب، أو المجلس الأعلى للثقافة، من إقامة احتفالية ثقافية تليق باسم بهاء مصر الطاهر؟، هل سيعترض كاتبنا الكبير على ذلك؟، بالتأكيد لا، فمثل هذه الفعاليات من تقدير لقوة مصر الناعمة هو ما ينتظره كبار الأدباء والكتاب والمثقفين، الذين لم يتأخروا يوما عن تلبية نداء مصر، والجميع يعلم جيدًا الدور الذى قام به بهاء طاهر، سواء فى ثورة 25 يناير 2011، أو حينما كان شرارة لبدء اعتصام وزارة الثقافة ضد جماعة الإخوان الإرهابية، لسنا فى حاجة إلى التذكير بأهمية وقيمة بهاء طاهر، لكننا فى حاجة لتنبيه وزارة الثقافة للقيام بجزء من واجبها.