"هل يوجد ذهب فى مصر؟ هل استخدم الملكات فى مصر القديمة ذهب المناجم من أجل الزينة والحلى، هل أصبحت مناجمنا خالية"، كل هذه أسئلة يحاول الدكتور ناجى شوقى بطرس، الإجابة عنها من خلال كتابه "الذهب فى مصر: هل ذهب الذهب مع الفراعنة؟"، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، من خلال رحلة الفراعنة فى البحث عن الذهب.
وفى محاولته للإجابة عن تلك الأسئلة، يوضح الكاتب أن من واقع النقوش فى غرفة كنز بمقبرة الملك رمسيس الثالث أن أول مصدر للفرعون المصرى، وربما أهمها على الإطلاق كانت "كوش" وهى الجزء الجنوبى من بلاد النوبة جنوبى أسوان، واستشهد المؤلف بإحدى كتابات الشاعر فاروق جويدة، التى أوضح فيها أن كلمة "نوب" تعنى الذهب، وسرد الكاتب بعض الوقائع التاريخية التى يحاول من خلالها التأكيد لوجهة نظره حول مطامع القدماء المصريين فى النوبة، وإن تلك المنطقة كانت دوما مصدرا مهما للذهب، وإن كل الأدلة التاريخية تؤكد مناجم للذهب هناك.
وأضاف الكاتب إلى أن هناك مناجم أخرى أثبتت الدراسات الحديثة عن وجودها بالصحراء الشرقية، هى عبارة عن عروق من المرو "الكوارتز" الحامل للذهب، وإن هذه العروق موجودة فى شقوق الصخور، وأن أغلب من استراخه الفراعنة من هذه الصحور كانت الأجزاء السطحية فقط، وإن الذهب مازال كامنا فى الصحراء الشرقية، وذلك من خلال المستويات السفلية لمناجمنها فى الصحراء، مؤضحا إن البلاد تمتلك فى بطنها من الذهب ما يكفى للاستغلال والاستثمار، وهو الأمر الذى يستدعى ضرورة الدعم للكامل لذلك الأمر خاصة مشروعات استخلاص الذهب، من أجل دعم الاقتصاد وتوفير فرص عمل.
وأتم المؤلف كتابه ببيت شعر للشاعر الكبير الراحل حافظ إبراهيم "أيشتكى الفقر غادينا ورائحنا ونحن نمشى على أرض من الذهب".