"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" انطلاقًا من هذا القول المأثور يمكن لنا تحليل أسباب اندلاع الثورة الفرنسية الأولى، على الملك لويس السادس عشر، عام 1789.
قامت الثورة الفرنسية رافعة شعار "الحرية، الإخاء، المساواة" بين طبقات المجتمع، حتى الآن هذه الكلمات الثلاثة هى الشعار الدائم لأغلب الثورات والاحتجاجات الشعبية، ضد الأنظمة الاقتصادية الفاسدة، والأنظمة السياسية الفاشية، لتكتب هاتين الكلمتين مرحلة أخرى من تاريخ البلاد.
ومع مرور الذكرى الـ225، على إعدام الملك لويس السادس عشر، ملك فرنسا، ومن بين أسباب اجتماعية متمثلة فى التضارب بين طبقات المجتمع وسطو طبقتى النبلاء ورجال الدين على طبقة عامة الشعب، وأسباب سياسية تمثلت فى قيام لويس السادس عشر، بإقصاء معارضيه وحبسهم والتنكيل بهم، ومنع الحريات العامة، بجانب أسباب فكرية تضمنت رواج أفكار عدد كبير من المثقفين مثل فولتير، التى كانت ذات أثر ثورى، من أجل التخلص من سياسات الملك لويس السادس عشر الفاسدة.
وبحسب دراسة نشرت بعنوان "الثورة الفرنسية الأولى: 1789-1799"، أعدها الباحث حسن عمران، بمركز إدراك للدراسات، إن الخزينة الفرنسية عانت خلال القرن الثامن عشر، نتيجة للحروب المتتالية التى خاضها ملوك البلاد، بداية من حملات لويس الرابع عشر، ختاما بلويس السادس عشر، حيث قام الأخير بتقديم كل الدعم المادى للثورة الأمريكية، ما ساهم فى إثقال وزيادة عناء الشعب الفرنسى، وخاصة الطبقة الثالثة "طبقة عامة الشعب الفرنسى الفقيرة"، حيث قام الأخير بمغامرة غير محسوبة العواقب بحسب تعبير الباحث، حين قام بتكريس خذينة الدولة المفلسة لدعم الثورة الأمريكية ضد الاحتلال البريطانى (1775-1784)، نكاية فى المملكة البريطانية، وليس تأييدًا للثورة الأمريكية، ويضيف الباحث إن من المفارقات التاريخية أن الثورة الأمريكية كانت سببا فى صعود النفس الثورى فى العالم، وتحديدًا فرنسا، فكان لويس تمامًا كمن حفر قبره بيده.
وبحسب مقال للكاتب عبد الباقى خليفة يؤكد أنه برغم أن الحظ حالف فرنسا فى الحرب الأهلية الأمريكية فإن حزينة الدولة كانت خاوية بشكل خطير، وزادت المعارضة التى فتت فى عضد نظامها الذى لم يكن يعترف بأى سلطة للأمة أو حتى مشاركة فى اتخاذ القرار، ما تسببت فى إنهاء حكم لويس السادس عشر، وما كان له من مصير حكم عليه بالإعدام.