تصدر دار الكرمة للنشر والتوزيع طبعات جديدة من إصدارين من كتب التراث، هما "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبى، و"إغاثة الأمة بكشف الغمة" للمقريزى.
ويأتى على غلاف الكتاب الأولى"الاستبدادُ لا ينبغى أن يُقاوَم بالعنف: كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصدًا. نعم، الاستبداد قد يبلغ من الشدة درجةً تنفجر عندها الفتنة انفجارًا طبيعيًّا، فإذا كان في الأمة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً، حتى إذا سكنت ثورتها نوعًا، وقضت وظيفتها في حد المنافقين، حينئذٍ يستعملون الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة، وخير ما تؤسس يكون بإقامة حكومة لا عهد لرجالها بالاستبداد، ولا علاقة لهم بالفتنة".
وعلى غلاف الكتاب الثانى "ثم وقع الغلاء فى الدولة الأيوبية.. وكان سببه توقف النِّيل عن الزيادة، وقصوره عن العادة.. فتكاثر مجىء الناس من القرى إلى القاهرة من الجوع، ودخل فصل الربيع، فهبَّ هواءٌ أعقبه وباءٌ وفناء، وعُدم القوت حتى أكل الناس صغار بنى آدم من الجوع، فكان الأب يأكل ابنه مشويًّا ومطبوخًا، والمرأة تأكل ولدها.. ثم تزايد الأمر حتى صار غذاء الكثير من الناس لحوم بني آدم بحيث ألِفوه، وقلَّ منعهم منه لعدم القوت من جميع الحبوب وسائر الخضراوات وكل ما تنبته الأرض".
كتابٌ ممتع ومهم، يتناول فيه المقريزى، واحدا من أهم مؤرخى مصر، تاريخ المجاعات التى ألمَّت بمصر منذ أقدم العصور، وحتى بدايات القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادى)، وقت تأليف هذا الكتاب، ثم يُحلل بأسلوب علمى سلس فى فصول لاحقة أسباب المجاعات وسُبل علاجها.