قبل نهاية 2017، أصدرت دار آفاق للنشر، ترجمة رواية "عشيق الليدى تشاترلى" للكاتب الإنجليزى ديفيد هربرت لورانس، وتضمنت مقدمة للمترجم عبد المقصود عبد الكريم، أكد فيها أنه ترجمته الجديدة للرواية هى الترجمة الكاملة لنص الرواية الكاملة التى تعرضت على مدار 89 عامًا للتشويه من قبل بعض المترجمين.
وفى يناير 2018، أعلنت دار الكرمة للنشر، عن صدور ترجمة الرواية نفسها، مع اختلاف المترجم، وهو أمين العيوطى ومن قبل ذلك بسنوات صدرت العديد من الترجمات، وهنا يأتى السؤال: لماذا حيرت هذه الرواية المترجمين؟
لكن الإجابة عن هذا السؤال، علينا العودة إلى ما ذكره المترجم عبد المقصود عبد الكريم، فى مقدمته لترجمة الرواية الصادرة عن دار آفاق، فيما يتعلق بالخوف أو الفضيلة الزائدة التى دفعت بعض المترجمين لخيانة رواية "عشيق الليدى تشاترلى" فيما يتعلق بكون الرواية من أشهر الروايات الجنسية فى تاريخ الأدب الإنجليزي.
وفى مقدمته يقدم عبد المقصود عبد الكريم أدلته على أن الترجمات السابقة للرواية تعرضت لحذف نصفها، أو تشويهها، أو تقديم ترجمات "مهذبة"، ليدرك القارئ ضمنينًا أن الترجمات التى سبق له وأن اطلع عليها تعرضت لدور الرقيب من قبل المترجم، وليس من قبل الجهات التى تقوم بهذا الدور.
ولكى ندرك أسباب حيرة المترجمين واختلاف ترجماتهم لرواية "عشيق الليدى تشاترلي" قصة تتعلق بالكاتب الإنجليزى ديفيد هربرت لورانس، وهى أنه فى عام 1926 شرع ديفيد هربرت لورانس فى كتابة النسخ الأولى لرواية "عشيق الليدى تشاترلى"، وفى عام 1928 صدرت الطبعة الأولى للرواية فى مطبعة سرية فى إيطاليا، لأن لورانس لم يعثر على ناشر بريطانى ولأنه لم تكن هناك حقوق ملكية فكرية على الكتاب، صدرت طبعات عديدة مقرصنة فى كل مكان، وخاصة الأماكن التى لم تكن تخضع للرقابة، منها مطبعة باريس 1929، وطبعة منقحة فى إنجلترا 1932، ولم يطبع النص الكامل للرواية إلا فى 1959، فى نيويورك، وفى لندن 1960، وذلك بعد اتخاذ القرارات القانونية بشأنها فى المحاكمة الشهيرة بشأن الرواية، ضد دار بنجوين، التى نشرت الرواية، بموجب قانون المنشورات الفاحشة، وانتهت بتبرئة بنجوين، وتبرير استخدام الرواية لمصطلحات جنسية كانت محظورة حتى ذلك الوقت.
هذه التواريخ ليست لمجرد الرصد فحسب، بل تدل على عدد النسخ التى كتبها ديفيد هربرت لورانس لرائعته الشهيرة، وعلى الرغم من صدور نسختها الكاملة فى سنة 1959 فى نيويورك، وفى لندن عام 1960، إلا أن بعض المترجمين يقومون باختيار طبعات معينة لترجمتها.
وهذا الاختيار هو ما يوضح الفرق بين ترجمة آفاق، والكرمة، فالمترجم عبد المقصود عبد الكريم، اختار الطبعة الكاملة والأخيرة التى أصدرها ديفيد هربرت لورانس، أما المترجم أمين العيوطى فاختار النسخة الأولى التى اعتمد فيها "لورانس" على التكثيف الشديد، ليقوم فيما النسخ التالية بالاعتماد على التفاصيل.
تتناول رواية "عشيق الليدى تشاترلي"، قصة العلاقة الجسدية والعاطفية التى ربطت بين الليدى تشاترلى - وهى امرأة من الطبقة العليا وزوجة السير تشاترلى - ورجل من الطبقة العاملة، حكاها ديفيد هربرت لورانس فى ثلاث نسخ مختلفة، واتفق معظم النقاد على أن الصياغة الأولى لها هى الأفضل، عند نشرها لأول مرة عام 1944.
من هو ديفيد هربرت لورانس
يعد ديفيد هربرت لورانس (1885-1930) أحد أهم الأدباء البريطانيين فى القرن العشرين. تعددت مجالات إبداعه من الروايات الطويلة إلى القصص القصيرة والمسرحيات والقصائد الشعرية والكتابات النقدية. من أشهر أعماله «عشيق الليدى تشاترلي».
قالوا عن رواية عشيق الليدى تشاترلي:
"قنبلة، وليس كتابًا" الجارديان
"نقطة تحول مهمة فى التاريخ" الأوبزرفر
"لم يكتب أحد قَط أفضل من لورانس عن صراع الجنس والحب" دوريس لسينج (جائزة نوبل فى الآداب).