"يا ليت المصريين يجمعون على شىء واحد آخر مثلما أجمعوا على حب سعاد حسنى" هكذا يصف الكاتب الكبير جلال أمين حالة حب وعشق السندريلا من جمهورها الكبير ومريدها فى كل جميع الوطن العربى.
زوزو كما كان يحلوا لأصدقائها أن ينادونها، وكما كان هو الاسم المحبب لها من بين عشرات الأسماء والشخصيات التى جسدتها، سندريلا السينما العربية، والتى تحل اليوم ذكرى ميلادها الـ76، إذ ولدت فى 26 يناير بحى بولاق بمدينة القاهرة عام 1942، ظلت ولا تزال معبودة الجماهير وأيقونة السينما، بفنها الشامل.
"نعيمة" كما كان اسمها فى أول أعمالها الفنية بمشاركة الفنان محرم فؤاد، فى فيلم "حسن ونعيمة"، كانت موهبتها الفريدة وذكاؤها فى اختيار وتجسيد أدورها الفنية، سببا فى تعدد أصدقائها من ألمع المثقفين والموهوبين المصريين، وبحسب كتاب "شخصيات مصرية فذّة"، إن سعاد حسنى كانت ملهمة للعديد من الشعراء العرب فى قصائدهم، فكتب عنها الشاعر السعودى غازى القصيبى قصيدة بعنوان "سعاد" أشار إلى السندريلا بأنها "كاملة الأوصاف"، بينما كتب عنها أيضا كاتب سورى بأنها "تنسج فنها من الحرير الطبيعى وتبنى إرادتها القوية وعفة نفسها العالية من الحديد الصلب" ويصف تأثيرها بأنه كان "يتسلل إلى الوجدان ببوصلة سحرية من عينيها".
وأوضح الكاتب أن بعضا من أقرب أصدقائها من المثقفين ومنهم الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، والكاتب صلاح حافظ، بجانب الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين، والذى أكد المؤلف "أن سعاد حسنى ماتت مرتين مرة عندما سقطت من تلك الشرفة "المعلونة" فى لندن، ومرة قبل ذلك بخمسة عشر عاما عندما مات صلاح جاهين، والذى كان يمثل للسندريلا الأب والأخ والصديق والحبيب، والكتف الذى تضع رأسها المتعبة عليه، والذراع القوية التى تسندها وتتكئ عليها"، لكن "جلال أمين" أرجع أن سبب الاكتئباب الذى طال الراحلين قبل وفاتهما هو مطالبتهم بمواجهة المستقبل، بكل القوة والصبر والمجد الذى حققاه والمستقبل، لكن يبدو أن مطالبة أيا منهما بذلك كان مستحيلا بحسب اعتقاده.