صدر حديثًا عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع الطبعة الثانية من كتاب 100 عام على وعد بلفور قراءة عبر الأدب والتاريخ، للكاتب ميسرة صلاح الدين، ومن المقرر عرضه فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يستمر حتى 10 فبراير المقبل.
يبحث الكتاب فى التاريخ الدينى والأدبى لبنى إسرائيل وكيف صارت المعتقدات الدينية والأدبية هى الغذاء الروحى لليهود -رغم أنها علميًا ليست حقائق مثبتة - فى مواجهة صراعهم مع الشعوب الأخرى التى كانت أو وفدت على المنطقة.
كما يستعرض الكاتب كيف مضى التاريخ باضطهاد لليهود، ويؤكد لم يكن للفلسطينيين فيه ناقة ولاجمل حتى العصر الحديث حين رأت انجلترا وأوربا أن سبيل سيطرتها على المنطقة هو زرع دولة إسرائيل.
ويشير الكاتب إلى أن قيام دولة يهودية فى فلسطين بحماية بريطانية أوروبية ضامنًا فى المستقبل، لعدم اتحاد مصر والشام فى حلف عربى موحد يسيطر على نهر النيل وشمال إفريقيا من ناحية، وقناة السويس وآسيا الصغرى من ناحية أخرى، كما حدث فى فترة حكم محمد على، وسبب قلقًا بالغًا للدول الاستعمارية الكبرى، وهكذا التقت المعتقدات الدينية والأدبية لليهود مع الأوضاع السياسية فى المنطقة والعالم .
كما يكشف ميسرة صلاح الدين، كنز العقائد اليهودية عبر التاريخ وكنز المؤامرات العصرية على العرب وكيف انتهى الآمر إلى قيام دولة اسرائيل .
ويقول الكاتب لقد استفاد اليهود من اضطهادهم القديم من الدول القديمة التى احتلت المنطقة ومن اضطهادهم الحديث فى أوربا الذى وصل إلى ذروته أبان الحكم النازى لألمانيا، والتقت رغبتهم فى وطن لهم مع رغبة الدول الاستعمارية فى إضعاف المنطقة. والكتاب أيضا يعرض كل وجهات النظر حتى لأولئك الذين كانوا ضد وعد بلفور من اليهود ثم دور أميركا فى المسألة بعد أن خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية منهكة ومرهقة. لقد بدأت الآلة الإعلامية الأمريكية فى مصاحبة الجيش المنتصر- جيشها وجيوش الحلفاء على المانيا - فى التجول داخل ألمانيا ما بعد الحرب، لتصور الكاميرات التليفزيونية معسكرات الإعتقال النازية، وتكشف العديد من المقابر الجماعية، وأفران الحرق، وتبثها إلى العالم مع التركيز على المعتقلين اليهود بشكل خاص، على حساب كل الضحايا الآخرين.
وأصبح اليهود أكثر تصميمًا بعد الحرب على بناء وطن خاص بهم، وأصبح العالم أكثر تعاطفًا وترحيبًا بالفكرة، وتوالت الهجرات بشكل مكثف لفلسطين، حتى إن الرئيس الأمريكى ترومان أراد أن يرحل مئة ألف من الناجين من معسكرات التعذيب النازية التى سميت لاحقًا"الهولوكست"، وهى كلمة يونانية تعنى إحراق الأضحية بالكامل. يرحلهم إلى فلسطين. وأصبحت بريطانيا، الدولة الجريحة بعد حربين عالميتين، فى حيرة من أمرها، وأصبحت تكلفة الحفاظ على فلسطين أكثر ممن ينبغى، فأعلنت بريطانيا من قبل مندوبها فى الأمم المتحدة عن أنها عاجزة فى ظل الأوضاع الراهنة على حفظ السلام فى فلسطين بين العرب واليهود، وستترك حل المسالة فى أيدى الأمم المتحدة، ويثبت كيف تم الغدر بالعرب.