قال الكاتب الكبير محمد سلماوى، خلال مناقشة كتاب "ملكات مصر"، للدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق، بقاعة كاتب وكتاب، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 49، إن الكتاب يمثل جزءا من تاريخ مصر وجزءا نفتخر به جميعًا، لأنه لم يقدم سيدات التى حكمن مصر، بل يقدم فقرات مزدهرة ومتقدمة فكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وجغرافيًا من تاريخ مصر.
وأوضح محمد سلماوى: "إننا نسعد بهذا الكتاب الذى يقدم صفحات ناصعة من تاريخ مصر، وتصادف أن فترات حكم السيدات كانت جميعها عظمية، بها تقدم وانتعاش سواء أثناء فترة حكم حتشبسوت أو فى فترة حكم كليوباترا وشجر الدر، والكتاب يقدم 22 ملكة، علينا أن ندرسهن ونعرفهن كما يعرف الإنجليز فترة حكم إليزابيث الأولى، ويعرف الفرنسيون فترة حكم نابليون وغيره من الأمم التى تعرف تاريخها بشكل جيد"، لافتا إلى أنه حينما نعود إلى السلف الصالح نذهب إلى ممارسات لا علاقة لها بالتقدم ولا بالازدهار ولا علاقة لها بالإسلام، فالإسلام ليس معناه "كيفية دخول الحمام بالرجل اليمنى أو اليسرى"!، أو كيف أن نرتدى الزى الجلبابى أو النقاب أو غير ذلك.
وتابع محمد سلماوى أن هذا الكتاب قيمته الأولى بأنه يذكرنا بتاريخنا العظيم ويذكرنا بدور المرأة فى هذا التاريخ، ويذكرنا بأن هذه الفترات لم تكن استثناء واحد بل تكرر 22 مرة عندما حكمت المرأة المصرية على مدار التاريخ المصرى، وهو صحيح يقل كثير عن حكم الرجل لكنه يوازيه.
وأضاف محمد سلماوى: "علينا أن نفخر بهذه الرواية التاريخية الدقيقة التى بذل المؤلف جهدا كبيرا لتوثيقها، متابعًا أن قيمة هذا الكتاب لا تقتصر عن هذا بل تبرز التقدم والازدهار الذى نبحث عنه ونتطلع إليه فى مجتمعنا، فقد قمنا بثورات عديدة بداية من 1919 وثورة 1952، وثورة 25 يناير 30 يونيو، كل هذه محاولات من الشعب لركب الحضارة والتقدم، فكفنا تخلف نريد تأسيس دولة حديثة تساير العصر الذى نعيش فيه، فكتاب ملكات مصر يقول إننا نمتلك كل هذه الأدوات وكل هذه الصفات موجود فى تاريخنا القديم بداية من حرية المرأة مع الرجل، وموجود فى ترثنا وتاريخنا وليس بحاجة أن نقلد الغرب الأوروبى فى وسائلة".