صدر حديثاً العدد الـ 16 – فبراير من مجلة "الشارقة الثقافية" التى تصدر شهريا عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث تضمن العديد من الموضوعات والمقالات والدراسات الفكرية والأدبية والفنية.
وجاء فى افتتاحية العدد تحت عنوان "كل قصيدة هى بداية الشعر": أحدثت إمارة الشارقة من خلال بيوت الشعر حراكاً ثقافياً مثمراً ومنتجاً فى الوطن العربى على الرغم من الظروف الصعبة وقلة الاهتمام بالثقافة والمثقفين، واستطاعت برؤية واعية أن تعيد إلى المشهد الثقافى العربى ألقه بشكل لافت، وساهمت بدور كبير وفاعل قلّ نظيره فى استعادة القصيدة لمكانتها وولعها عربياً إثر المبادرة الكريمة من حاكم الشارقة، وبالتالى استعادت القصيدة نجاتها وحققت نجاحها وصار لها صوت وصدى فى عالم مادى يضج بالمتغيرات والصراعات والأزمات والبؤس المتزايد.
فيما كتب مدير التحرير نواف يونس تحت عنوان "نصف الوقت لى.. ولكم الذاكرة": كما تتغير أوراق الأشجار مع تعاقب الفصول.. تتبدل حياتك أيضا، حياتك الأشبه ببحيرة يجف ماؤها تدريجيا.. هذه الحقيقة، ربما لا تدركها مبكرا، لأنك مازلت تبحث عن مكان تذهب إليه، حيث تأتيك الفكرة، دون رغبة منك فى الكلام ولا الضحك ولا متابعة الأخبار.. وحيث يحاصرك السأم قليلا والحزن كثيرا، تترقب الفرح الذى لا يجيء، وتستغرب كيف يضيع الوطن على أيدى من يحبونه وينتمون إليه.. ويتحدثون لغته ويقسمون به ويحملون رايته.. ويقفون احتراما وهم يغنون نشيده.. قبل أن يتقاتلوا باسم الولاء له.
وفى تفاصيل العدد تغطية خاصة لفعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربى وتكريم الشعراء العرب، ورصد ومتابعة لأنشطة بيوت الشعر العربية فى الشارقة والأقصر والخرطوم والقيروان ونواكشوط وتطوان، فيما تضمن باب "فكر ورؤى" إضاءة على الكاتب الألمانى الشهير هرمان هسه الذى وجد فى الشرق ملاذا روحيا وفكريا بقلم محمد رفاعي، وحوارا مع رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد الذى أكد أن اللغة العربية ذات حمولة ثقافية دينية وعلمية.
وفى باب "أمكنة وشواهد" كتب بدران المخلف عن الخانات التى ازدهرت خارج المدن لاستراحة القوافل التجارية، من بينها خان الشارقة الذى عرف كمكان آمن وملاذ للتجار والمسافرين، فيما كتب الحبيب الأسود عن قصر النجمة الزهراء فى تونس الذى بناه الرسام ديرلانجى المتيم بتراث الشرق الروحي، إضافة بانوارما تحت عنوان "المستشرقون ومساجد القاهرة" الذين سجلوا مشاهداتهم فى لوحات خالدة، كما كتب عرفة عبده علي.
وفى باب "أدب وأدباء" نقرأ سيرة أجاثا كريستى سيدة الرواية البوليسية، والذى انطلق من الشرق قطار شهرتها السريع، بقلم وفيق صفوت مختار، كما نتوقف عند الكاتب الرحل ناصر جبران الذى تتوهج روحه فى كتاباته وطنا كبيرا بقلم عزت عمر، ونقرأ عن إصدارات جويس منصور التى غزت الحركة السوريالية بمخيلتها الشرقية كما كتب عبدو وازن، فيما كتبت د.بهيجة ادلبى عن الأديب الراحل جمال الغيطانى ورأت أن فتنة الحكاية أخذته إلى غوايتها، وقدم زياد عبدالله فى الباب نفسه إضاءة على الإيطالى جوزيبى تومازى الذى أنهى روايته (الفهد) وفارق الحياة، كذلك تضمن الباب موضوعا عن إيزابيل الليندى والسحر اللاتينى فى روايتها (دفتر مايا) بقلم شعيب ملحم، وقراءة فى ديوان "أسمى الردى ولدى" للشاعر حبيب الصايغ بقلم رضا عطية، إضافة إلى دراسة حول إدوارد الخراط الذى طرح أسئلة الحاضر على التاريخ والمستقبل بقلم اعتدال عثمان، فيما كتب الدكتور شوقى عبد الأمير عن رسائل غاندى مع القادة والزعماء، فضلا عن حوار مع حزامة حبايب التى نالت جائزة نجيب محفوظ عن روايتها (مخمل)، أما الموضوع الأخير فى باب "أدب وأدباء" فكان عن ابراهيم أصلان صوت من لا صوت له كما كتبت سلوى عباس.
ونتعرف فى باب "فن. وتر.ريشة" إلى الفنان حمزة بونوه الذى اجتهد فى مجال الحروفية وتشكيلاتها المعاصرة بقلم محمد العامري، وإلى متحف ومنزل أوجين دولاكروا، والتى تعتبر لوحاته الأغلى فى العالم بقلم فائزة مصطفى، كذلك نتوقف عند المهرجان العربى للمسرح الذى يوقد شمعته العاشرة فى تونس كما كتب الحبيب الأسود، إضافة إلى إضاءة على الفائزين فى جولدن جلوب المرشحين للأوسكار المقبل بقلم أسامة عسل، وفى الباب نفسه تزور "دبى الثقافية" مسقط رأس فيروز التى جعلت لبنان أسطورة مشعة فنيا بقلم سليمى حمدان، ووقفة مع الموسيقى الأخطل الصغير الحفيد الذى حلق فى منفاه كما كتب فوزى كريم.
من جهة ثانية، تضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "خطابات إيديولوجية" للدكتور محمد صابر عرب، "نداءات نهر الحياة العظيم" مفيد ديوب، "الفن السابع وتعليم العنف للكبار والصغار" –عبد العزيز المقالح، "الصحافة الثقافية فى رياح العصف التواصلي" حاتم الصكر، "المجتمع الأندلسي" خوسيه ميغيل بويرتا، "مقدمات ثقافة العولمة" – ظبية خميس، "مصطفى الفقى يفتح دفتره الدبلوماسي" – مصطفى عبدالله، "وجدان الشعوب فى الأدب الأمريكى اللاتينى" – منيرة مصباح، "كتب ضاعت قبل نشرها" – نجوى بركات، "الكتاب بين التحريق والتغريق" – نبيل سليمان، "الفن.. من الحس إلى المعنى" – سعيد بن كراد، "المعرى وهولدرلين أبدعا شعرا وفلسفة" – د.يحيى عمارة، "تفاحتان ونجمة" - المنصف المزغني،"العرب ولغتهم فى عصر الثورة الحاسوبية" - محمد حسين طلبي، "حكم الناقد على النص" - مصطفى محرم، "رائحة الشعر"– عبدالله أبو بكر.
ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: شهاب غانم "الشعر السيد" / شعر، عبد الكريم النملة "قلق"/ قصة قصيرة، رفعت عطفة "شاطىء" / ترجمة، شمس الدين العونى "لمحت العازف يحنو على عوده" / شعر، محمد العمادى "أحزان الورود" / شعر، د.هناء البواب "كفاك"/ شعر، نوزاد جعدان "وما هذه الحياة / ترجمة.
يذكر أن العدد احتوى كالعادة على ملف خاص للشعر والأدب الشعبى متضمناً عدداً من القصائد النبطية هي: "حب وحب" – على السبعان، "مشتاق لك" – د.مانع سعيد العتيبة، "هذا انت – مبارك الحجيلان، "سحاب الصبر" – على بن فقاس.