صدر كتاب "هدير الحجر.. التفاصيل السرية لمعركة إنقاذ الآثار" للكاتب الصحفى إيهاب الحضرى، والذى يحتوى وقائع معارك عديدة فى مجال الآثار، خاضها خلال عمله بجريدة أخبار الأدب قبل سنوات.
يبدأ الكتاب بسرد تفاصيل علاقة المؤلف مع أربعة مسئولين كبار تولوا أمانة المجلس الأعلى للآثار، كان آخرهم الدكتور زاهى حواس، الذى أصبح بعدها أول وزير للآثار، وتكشف التفاصيل نماذج لمشاكسات عديدة سيطرت على هذه العلاقات، لكنها لم تقطع حبال الود، رغم شراستها المهنية أحيانا، فيحكى الحضرى عن نصيحته للدكتور عبد الحليم نور الدين بالاستقالة من منصبه، واعتراف الأخير بندمه لأنه لم ينفذها، بعد أن فوجىء بإقالته عقب أسابيع قليلة، كما يذكر تفاصيل واقعة قرر فيها الدكتور جاب الله على جاب الله مقاضاته، رغم أنه كان يؤكد لكل المحيطين به أنه يعتبر الحضرى مثل ابنه.
ويسرد المؤلف وقائع عديدة أثارت انفعال الدكتور زاهى حواس مما كان يكتبه، ومن بينها واقعة فحص مومياء توت عنخ آمون بالأشعة فى بدايات عام 2005، وهى الواقعة التى جعلت الكاتب يفرد لها الباب الأخير فى كتابه، بعد أن أعد ملفا حولها قبل سنوات، أثار جدلا لأنه لم يتوقف عند حدود الواقعة، بل كشف خروج عينات من مومياوات ملكية عبر سنوات عديدة، لإجراء اختبارات حامض نووى لها.
ويحمل الباب الأول فى حملات عنوان" وداعا المسافر خانة"، ويركز على المبنى الأثرى الذى التهمه حريق غامض 1998، ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن ملابسات الحادث لا تزال مجهولة، وفى الباب الثانى يتطرق إلى حملة كشف محاولات تفتيت متحف الفن الإسلامى، التى اشتعلت حدتها بعد نشر أول تحقيق بها، حيث اعتمد عدد من كبار المثقفين وعلماء الآثار على مضمونه وصوره، ليقدموا أول بلاغ من نوعه فى تاريخ العمل السياسى المصرى.
أما الحملة الثالثة فحملت فى الكتاب عنوان" أحزان الكنيسة المعلقة"، ويؤكد الحضرى أنها لم تنطلق من" أخبار الأدب"، لكن دخول الجريدة فيها أدى إلى تغيير مسار الأحداث، فتم كشف الكثير من الوقائع التى جعلت مشروع الترميم يبدأ من جديد، رغم أن وزارة الثقافة كانت تستعد وقتها لافتتاح الكنيسة بزعم الانتهاء من ترميمها، وهو ما ثبت عدم دقته، لدرجة أن الترميم الحقيقى انتهى بعدها بـ 14 عاما، ولم يتم إلا فى عام 2014!
وتعتبر فصول" القاهرة التاريخية" من أهم معارك الكتاب، لأنها استمرت شهورا طويلة، وبلغت ذروتها مع حصول المؤلف على تقرير أعده أحد خبراء اليونسكو حول مشروع ترميم القاهرة القديمة، قبل وصوله إلى وزارة الثقافة نفسها، وهو ما اعتُبر وقتها سبقا مهما، خاصة بعد مواجهة سابقة للحضرى مع الوزير، أكد خلالها الأخير أن الخبير الأجنبى أشاد بما يجرى من أعمال، غير أن التقرير الذى نشرته أخبار الأدب انتقد الكثير مما يحدث، ودعم آراء علماء آثار مصريين ودوليين، حذروا من خطورة ما يتم من أعمال وتهديدها لهوية المدينة القديمة.