تقيم دار نهضة مصر للطباعة والنشر يوم الخميس المقبل، حفل توقيع كتاب "للخلف در" للكاتب الصحفى الكبير تاج الدين عبد الحق، وذلك فى تمام الساعة 7 مساءً بقاعة ضيف الشرف، على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 49 بأرض المعارض بمدينة نصر.
ويُعد "للخلف در" بمثابة وجبة متدفقة من التحليلات وثّق فيه "عبدالحق" بعض مقالاته التى نشرها خلال السنوات الأربع الأخيرة.
ويعرض "للخلف دُر.... بين الدين والسياسة" مُقاربة أصولية بين مرحلتين من الفوضى تنقلت بينهما المنطقة بعد حرب فلسطين، الأولى فوضى الخمسينات والستينات من القرن الماضى بما شهدته من الاحتراب على الشعارات القومية، والثانية فوضى المشروع الدينى أو الإسلام السياسى والتى تشهد المنطقة الآن فاصل منها.
ومن خلال مطالعة خاطفة لأجزاء الكتاب، فإن المؤلف استوحى من المرحلتين مفهومين، الأول "التخوين" والذى كان العنوان الأبرز لمرحلة المد القومى فى الخمسينات والستينات، والثانى "التكفير" وهو عنوان مرحلة صعود نجم الإسلام السياسى حيث يقرأ المؤلف فى مصطلحى التخوين والتكفير قاسمًا مشتركًا يتجاوز الإيقاع الموسيقى إلى الدور الذى لعبه المصطلحان فى تشكيل الحياة العربية طوال القرن الماضى سنوات العقد الأول من هذا القرن.
من ناحية الفكرة، وجد المؤلف مقاربة بين فوضى المشروعين، القومى والدينى ووصفها بأنها فوضى خلاقة من زاوية قوة التحدى وعمق الخلل. أما من ناحية اللغة فقد استخدم المؤلف، قاموسًا لغويًا بارعًا، حيث يلقى جملة واحدة مركبّة من المفارقات المفخخة، والمفردات الإيحائية، فتعفيه كصحفى من عقوبة الإساءة أو التجريح بالمرجعيات الدينية أو السياسية.
وفى تصويره لمشهد الربيع العربى يقول المؤلف "لقد تحول العالم العربى من ديكتاتوريات إلى ساحات قتال بين المليشيات، من جبال الأناضول فى الشمال إلى خليج عدن فى الجنوب، ومن البحرين شرقاً إلى ليبياً وتونس وما بعدهما غرباً وجنوباً".
مشروع الكتاب يرى فى العلمانية خيارًا سياسيًا واجتماعيًا إزاء التطرف الذى يتخفى بأشكال وصيغ عديدة وتصنيفات اختلطت فيها الأدوار وتشابكت الخيوط، حيث يعتقد أن المنطقة اليوم أمام لحظة مصيرية تتطلب إرادة سياسية حقيقية قادرة على استعادة الدين ممن حاولوا اختطافه وتفصيله على مقاس رؤية تنظيم سياسى أو وضعه ضمن قالب فكرى محدود، لا يستوعب التنوع ولا يعترف بالنقد.
وفى قياساته للمسافة بين الإعلام والسياسة، سجّل أن الأردن كان يشكل ظاهرة ملفتة فى التنقل من متاعب الصحافة إلى وجاهة السياسة.