مثقفون ومفكرون بحفل توقيع "محاكم التفتيش": التنوير سيأتى لا محالة

قال الدكتور خالد منتصر إن مشهد مقتل الشيخ الشيعى حسن شحاتة أحد المشاهد الرجعية التى تمثل محاكم التفتيش، والتى لم تكن حتى فى العصور الوسطى، موضحا أن التنوير سيأتى قائلا "النور جاى جاى"، لكنه سيأخذ بعض الوقت، ولا يقلق أحدا إن تأخر. وأضاف "منتصر"، خلال مناقشة كتاب "محاكم التفتيش" للكاتبة دينا أنور بمكتبة مصر الجديدة، أن التغيير فى أوروبا جاء بعد نزيف من الدماء، وكانت هناك مراحل تعذيب ما زالت موجودة لتكون عبرة عما حدث، مطالبا الدولة بالتصدى للأفكار المتطرفة والمتطرفين. وأشار "منتصر" إلى أن ناشرى الأديبين الكبيرين نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، قاموا بنشر ما تسمى بالطبعات المهذبة لأعمال الأديبين، وكانت النتيجة إزالة كل الأفكار التنويرية من كتاباتهم. وشدد منتصر على أن الفنان الكبير محمود مرسى توقع مقتل المفكر الكبير فرج فودة، بعد مناظرته مع الدكتور محمد عمارة بمعرض الكتاب، حتى أن بائعى الكتب قالوا بعد اغتياله: "يلا نطبع كتاباته دلوقتى دى هتبيع كويس". بينما وصف الفيلسوف الكبير الدكتور مراد وهبة، المؤلفة بالمناضلة، مشيرا إلى أن تراكم الأفكار لا يجعلها تتعرض للنسيان، وهناك أفكار لا تتراكم وبالضرورة ننساها وهو يحدث فى مواجهة الإرهاب. وأضاف "وهبة": "إننا لا يوجد لدينا تيار موحد لمواجهة الإرهاب، بينما توجد أفكار لعدد من الأشخاص لا تتراكم وتضيع فى ضى النسيان". وأوضح الدكتور مراد وهبة أن المأساة فى مواجهات الجيش البطولية ضد الإرهاب فى سيناء مشكلتها أنها لا تأتى بخلفية فكرية، وهو ما يتحمله المثقفون المصريون دون غيرهم. وأشار مراد وهبة إلى أنه لا تيار يقف أمام محاكم التفتيش، مستشهدا بموقف لوزارة الثقافة عندما قامت بنشر كتاب لفرح أنطون، بعنوان فلسفة ابن رشد، والحقيقة أن عنوانه ابن رشد وفلسفته، وهو مختلف فى السياق تماما، حيث اختزلته الوزارة فى فى أكثر من ٧٠ صفحة، بينما هو ٢٨٠ صفحة، وذلك أثناء احتفال الوزارة بمائة عام على بداية عصر التنوير بمصر، موضحا أن الدكتور سمير سرحان المسئول عن الاحتفالية قال حينها إن ضغوطا جعلت الكتاب يُطبع بهذا الشكل، واصفا إياهم بأعداء التنوير. بينما قال الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة الأسبق، إنه لا بد أن تتخطى مصر تلك المرحلة، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة ليست جادة فى محاربة محاكم التفتيش، والموجودة فى كل وقت، وليست هناك شجاعة كافية من تلك المؤسسات للأفكار المتطرفة التى تهدم الدولة. وأضاف "نصار" أن مواجهة التطرف ثقافيا أفضل المواجهات السياسية، حيث تكتفى الدولة بالمواجهة السياسية فقط، موضحا أننا نحتاج للعقول التى انغلقت نتيجة تعرضها للأفكار المتطرفة بشكل مباشر، مؤكدا أننا نحتاج للمواجهة والاشتباك، لكى نصل إلى التغيير والقضاء على محاكم التفتيش، مشيرا إلى أن فتح تلك العقول سهلة جدا، وتحتاج فقط لإرادة من تلك المؤسسات. من جانبه قال الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن لجنة الخمسين واجهت وجود لجنة فقهية كانت تنوى التحكم فى مجلس النواب، لكن أعضاء اللجنة - أساسيين واحتياطيين - دافعوا عن حقوق الشعب المصرى. واتفق "الهلالى" مع الدكتور مراد وهبة، بضرورة تأسيس تيار من المفكرين لمواجهة الإرهاب، خاصة أننا لا نرى جهودا تقوم بها المؤسسات، بينما الجهود فردية، مشيرا إلى أن الشعب المصرى الذى خرج فى ٣٠ يونيو هو الدرع الواقى لمصر. وشدد سعد الدين الهلالى على أن التنوير عبارة عن تبشير وشرح وتوضيح وتمكين، وليس حشدا، وهو مسئولية الرسل، لأن مهمتهم هى البيان، ومحاربة الاتجار بالدين. وأكد الهلالى أن التنوير سيأتى لا محالة، دون بحور دماء طالما أن الشعب المصرى بخير، وقادر على مواجهة تجار الأفكار الرجعية. وفى السياق ذاته قالت الشاعرة فاطمة ناعوت، إن أهمية الكتاب أن الكاتبة دينا أنور تحاول كشف أن فكرة الأفكار الهدامة عابرة للعصور وربما للجغرافيا، حيث جمعت بين أشخاص تعرضوا لمحاكم التفتيش من أزمان مختلفة من ضحايا الفكر الإسلامى المتشدد.


























































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;