أعتقد أنه فى الآداب الغربية لم يهتم الناس كما اهتموا بشكسبير، ولم يشغلهم شىء بقدر ما شغلتهم كتاباته خاصة مسرحة الذى قاوم كل شىء قرابة أكثر من 400 عام.
ومؤخرًا، حسبما ذكر موقع نيويورك تايمز، طرح برنامج حاسوبى يختص بكشف السرقة الأدبية سؤالاً مثيرا، لتتكشف حقائق مدهشة حول شكسبير.
البرنامج يتعقب الكلمات والجمل التى تتكرر فى أكثر من مكان فى قاعدة بياناته التى تتضمن أعمالاً للأدب الإنجليزى، بغرض اكتشاف السرقات الأدبية.
وقام أستاذان جامعيان متخصصان فى أعمال شكسبير، باستخدام البرنامج للتحقق من أدب الكاتب الكبير، عقب اكتشافهما مخطوطة غير منشورة، يفترض أن شكسبير استخدمها من باب الاستشارة أثناء كتابته لمسرحياته.
وكشف البرنامج عن تكرار فى مؤلفات وليام شكسبير، أهمها: "الملك لير"، "ماكبث"، "ريتشارد الثالث"، "هنرى الخامس" وسبع مسرحيات أخرى.
ويعتزم الباحثان دينيس مكارثى وجيون شلوتر نشر كتاب، الأسبوع المقبل، حول هذه الاكتشافات، حيث ستنشره مطبعة الأكاديمى د. س. بريوير بالاشتراك مع المكتبة البريطانية.
ولا يفترض الباحثان أن شكسبير قد قام فعليًا بسرقة أفكار أو كلمات الغير، لكنهما يعتقدان بأنه على الأقل قد قرأ وألهمته مخطوطة بعنوان "خطاب موجز حول التمرد والمتمردين"، كتبها جورج نورث فى نهاية القرن الرابع عشر، وهو موظف صغير فى بلاط الملكة إليزابيث، وخدم سفيرًا فى السويد.
يقول رئيس مكتبة فولجار شكسبير فى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية مايكل ويتمور: "لو تمكن الباحثان من إثبات ذلك، فإنه اكتشاف مدهش لعدد من الأجيال".
أما الباحث مكارثى فيرى أن شكسبير اعتمد على تلك المخطوطة كمصدر، وبينما راجع كتاب الباحثين، ديفيد بيفينجتون، الأستاذ الفخرى فى العلوم الإنسانية بجامعة شيكاغو، ومحرر الطبعة السابعة من مجلد "الأعمال الكاملة لوليام شكسبير" معلقا: "لقد أثّرت المخطوطة على لغة شكسبير، وشكّلت مشاهده إلى حد كبير، وأثّرت بالفعل على فلسفة المسرحيات".
واستخدم مكارثى تقنيات حديثة للتدليل على نظريته، من بينها البرامج الحاسوبية التى كان يستخدمها بغرض تعقب السرقة فى أعمال تلاميذه