لن ينتهى أبدا الحديث عما يسمى بالربيع العربى، والذى لا تزال تداعياته تتوالى، وبالطبع لن يكون كتاب "الشرق الأوسط الجديد.. الاحتجاج والثورة والفوضى فى الوطن العربى" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، والذى حرره الدكتور فواز جرجس، بينما نقله إلى العربية الدكتور عبد الواحد لؤلؤة، الأخير الذى يتناول ثورات الربيع العربى.
22 باحثا من جنسيات مختلفة اتفقا على أنه قد حدث تمزق على المستويين النفسى والمعرفى فى الوطن العربى، أصاب النظام السلطوى فيه فاهتزت أركانه، وأنتج لغة جديدة وعهدا جديدا من السياسات والثورات بدت وكأنها لحظة ثورية من التحرر السياسى والعزم على التغيير تتحدى الأساليب التقليدية والتفكير السائد حول المنطقة مثل عصيانها على التغيير وقدرة الأنظمة السائدة على الاستمرار فى الإمساك بالحكم والحفاظ على الوضع القائم.
و"الشرق الأوسط الجديد" هو واحد من أهم الكتب الشاملة التى تفحص بدقة وشمولية الانتفاضات الشعبية العربية "2011 – 2012 "، لقد كتب الكثير عن تلك الانتفاضات منذ الأشهر الأولى لاندلاعها وانقسمت تلك الكتابات بين نظرتين إيجابية وسلبية، فجاء قسم كبير منها متسرعا ما لبثت تطورات الأحداث أن أظهرت قصوره فى التحليل والتفسير وتقدير المستقبل.
يحتوى الكتاب على مجموعة من البحوث المعمقة والقراءات المتأنية والدقيقة حول أسباب الانتفاضات ومحركيها وتأثيراتها فى الأوضاع السياسية العربية الداخلية، والإقليمية الدولية فيعالج الانتفاضات العربية كلا على حدة بأبعادها الداخلية ووفق آليات التعبئة الشعبية الذاتية، فى ظل أزمة السلطة السياسية فى كل من تلك الحالات وفشل التنمية الاقتصادية لديها وفى ظل الأنواع الجديدة من التعبئة والنشاط التى أطرت تلك الانتفاضات، ولا سيما حركات الشباب وتكنولوجيا الاتصالات، وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعى، كما يعالجها فى إطار المشهد الأوسع على المستويين الإقليمى والدولى.