حسمت دراسة فى علم الإحاثة (دراسة أشكال الحياة فى العصور الجيولوجية) جدالا استمر طويلًا بين العلماء لإثبات أن "الإنسان النيتدرتال" أو الإنسان الأوروبى الأول عرف الرسم على الكهوف منذ 65 ألف سنة قبل الإنسان الحديث.
واعتمد ديرك هوفمان الباحث فى معهد علم الإنسان (أصل الجنس البشرى وتطوره) بجامعة لايبزج الألمانية، فى دراسته على ثلاثة كهوف فى إسبانيا، تعود إلى 20 ألف سنة من مجىء الإنسان الحديث، وعلى جدرانها رسومات للحيوانات، وتحتوى على "الكلسيت" (كربونات الكلسيوم المتبلور)، والتى ركز الباحثون على دراساتها لتحديد تاريخ هذه الرسومات؛ من خلال عينات من كربونات الكالسيوم وهى تحتوى على عنصر "أورانيوم -238" وعنصر "النوريوم-230"، والعلاقة بينهما تشيران إلى الفترة التى تكون فيها "الكلسيت".
وأشارت معظم العينات إلى أن تاريخها يرجع إلى 40 ألف سنة، وأنه وجد فى الكهوف الإسبانية الثلاثة أجزاء مرسومة بها علامات "الكلسيت" قيمته ترجع إلى 64 ألفا و800 سنة، وأن الإنسان الحديث لم يصل إلى هذا المكان إلا من 45 ألف سنة، ما يشير إلى أن الإنسان "النيتدرتال" عرف الفنون قبل الإنسان الحديث.