"قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا".. جملة أمير الشعراء التى توضح مكانة المعلم فهو الأب والمعلم والمربى الفاضل والقدوة الحسنة التى ينهل منها الطلاب معنى الأخلاق ويكنون له الاحترام والتبجيل، ثم يحدث مشهد يقلب موازين كل هذه الشعارات والصورة الذهنية التى ترسخت فى عقول الطلاب عن معلمهم وقدوتهم الحسنة، بضرب وإهانة معلمتهم من وكيل مدرستهم بمحافظة الغربية أمام طلابها وابنتها بكل استخفاف بتأثير هذا المشهد الذى يعكس تزعزع منظومة تعليمية تنعكس بردود فعل لها وقع سلبى على نفوس الطلاب ونظرتهم التعميمية لمعلميهم بعد هذه الواقعة التى حدثت بعد انفلات مشاعر القدوة أمام النموذج المصغر الذى يتعلم منهم .
وهنا توضح دكتورة أسماء عبد العظيم، الخبيرة النفسية واستشارى العلاقات الأسرية، تأثير واقعة إهانة وضرب المعلمة أمام ابنتها، بأنه يؤثر كثيرًا على نفسية البنت وشخصيتها لشعورها بالخجل أمام زملائها ما يؤدى لرفضها للذهاب للمدرسة خوفًا من نظرة زملائها، ومن الممكن أن تشعر بحالة من الكره والرفض لوالدتها لأنها فى اعتقادها السبب فى خجلها وضعف تحصيلها الدراسى .
وأضافت أن خطورة هذا المشهد على نفسية ابنتها قد يصل إلى نزعة انتقامية تتولد عند الطفل من أى سلطة سواء فى المدرسة أو المجتمع انتقامًا لما حدث لوالدتها، متابعة: "هتقول المجتمع مش عادل واللى خلى مدير المدرسة يعمل كده أى حد عنده سلطة يقدر ياذى"، ومن الممكن أن تشعر بالتعاطف مع والدتها ولكنها تشعر فى النهاية بالرغبة فى العزلة والانطوائية .
أما عن تأثير الواقعة على تلاميذها فأكدت أن ذلك يولد شعورا بانعدام الثقة والاحترام للمعلم لأن الطفل لا يميز بين الحالات الفردية ويعمم كل سلوك على الجميع، ولم يعد الطفل يخشى من معلمه أو يستجيب له بسبب اهتزاز المنظومة التعليمية بأكملها فى أعينهم.