سادت الأعراف فى مجتمعنا على الشراكة والتعاون بين الزوجين فى تجهيز كل شىء تسهيلاً لعملية الزواج التى أجبرت الطرفين على تقديم التنازلات من كل شخص منهما للمساعدة فى إتمامه، وهى تغيرات طرأت على الشرع الأصلى الذى يلزم الزوج بالتكفل بإعداد وتجهيز بيت الزوجية، وأن الزوجة غير مطالبة هى وأهلها بتجهيز أى شىء، وهو الأمر الذى أعاد إعلانه مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية منذ فترة قصيرة استنادًا على شرع الإسلام الأصلى والنظام الذى كان يتم تطبيقه قديمًا، حيث أوضح المركز فى فتوى له عبر موقعه الالكترونى أنه المقرر فى شريعة الإسلام أن الزوج وحده هو المسئول عن تجهيز وإعداد بيت الزوجية.
ولكن لنا أن نتخيل كيف إذا تم فرض تطبيق الشرع الأصلى بتكفل الزوج بكل شىء، فى إقبال الشباب على الزواج والأثر النفسى الذى يعود عليهم، وفى هذا السياق تقول لانا محى، خبيرة العلاقات الأسرية: "لو اتطبق نظام يلزم الشباب بالتكفل بكل شىء فى الزواج أكتر من نص الشباب مش هيتجوزوا لأنهم هيكونوا ملزمين بتجهيز الشقة بالمطبخ والشبكة والمهر وكل حاجة" .
وأوضحت أن كثيرًا من الشباب يتأخرون فى الزواج بالرغم من المشاركة فى التجهيزات مع الشريك الآخر لعدم قدرتهم المادية على التجهيز بالرغم من الشراكة فإذا تحملوا كل شىء لن يقبلوا على الزواج ومتوقع أن تزيد نسبة العنوسة.
وأرجعت ذلك السبب إلى المطالب الخيالية التى تلزم العريس على إحضارها للزوجة إرضاءً لها وأهلها، مشيرة إلى أن الزواج حديثًا يقوم على المظاهر ومحاولة العريس لإرضاء الزوجة وأهلها بالرغم من عدم قدرته المادية وهذا ما يجعله يقع فى ديون ويجعله لا يستطيع أن يعيش بسعادة مع زوجته أو حتى الاستمتاع بطعم الحب.
وأشارت إلى أن تطبيق الشرع شىء جيد إذا كانت شروط الزواج تعود كالأيام القديمة على قدر استطاعة الزوج المادية بعيدًا عن المطالب الخيالية التى تتخطى القدرات، وهو الأمر الذى يتطلب من العروس وأهلها تقديم التنازلات وقبول الزوج على قدرته، أو أنه إذا كان الزوج قادر ماديًا على تحقيق كل مطالب الزوجة فواجب عليه ألا يحمل العروس وأهلها أى مطالب.
وأضافت أن الحل فى النهاية يعود إلى تقبل الظروف وعدم التركيز على المظاهر لأن كل شىء سينتهى وتبقى المشاعر، متابعة: "ممكن الواحدة تاخد كل حاجة وبعدها هتلاقيها هتتعود عليها وتيجى تدور على المشاعر لإن مفيش إنسان فى الدنيا مفيش عنده مشاعر، فلو سهلنا إتمام الزواج سواء تم تطبيق الشرع أو لا هنكون سعداء".