يفتح عينيه مع أول شعاع لضوء الشمس ويتسابق معه ليبحث عن رزق لا يعلم مقداره سوى الله، فينفض النوم من مقلتيه وينهض من جوار زوجته مضحيًا بدفء الفراش ليواجه بحر الهوى بنسماته اللاسعة فى الصباح الباكر قبل أن تنكشف الأرض ويتجرد الظلام منها بفعل الشمس.
هذا هو المشهد اليومى المتكرر لصديقنا الصياد الذى يواجه البحر كل يوم ببسمة أمل وكلما تأخر عليه بجود سمكة داعب نفسه بتلك الكلمات التى زرعها "عمنا" صلاح جاهين قبل سنوات فى القلوب قائلًا "صبرك حبة يا خال رزق الغيب ده حلال مش عايز شيال ولا محتاج خيال"، وبثقته فى كرم الله عليه يرزقه بحلال رزقه من سمك متنوع الأحجام والأشكال ويعود لأسرته مع آ خر شعاع شمس ليودع معها البحر الذى غار عليه منها فكانت رحلتهما معًا مرتبطة به.