"العندليب الأسمر" اسم يقف عنده العرب بشكل عام والمصريون بشكل خاص، فلم يكن عبد الحليم حافظ مجرد فنان أو مرحلة غنائية عابرة، فقد كان حالة جسدت حياة المصريين فى كافة مراحل حياتهم، بعيدًا عن فكرة الفنان الذى يملك الإحساس ويملك معه قلوب الفتيات والنساء، من المستحيل تصنف العندليب ضمن الفنانين الذين يمتلكون جمهور نسائى فقط، فكان ومازال آسرًا لقلوب الرجال والشباب وحتى المسنين.
لماذا أحب المصريون "عبد الحليم"؟ سؤال قد يحتاج لفترة من التفكير لتصل إلى إجابة حقيقية عنه، فالعندليب الذى تحل ذكرى رحيله اليوم، كان شريك الأسرة المصرية فغنى للحب والجرح والأعياد والمناسبات الدينية، كذلك فترات النكسة والانتصار، ففى الحروب كان جنديًا يحمل حنجرته وميكرفون يعيش الوجع والقلق معهم.
وإن وجهت السؤال ذاته إلى أحد المسنين اليوم، فستجد جملة واحدة "عبد الحليم كان مننا" وهذه هى الحقيقة التى أثبتتها الأغانى التى قدمها العندليب وتخص كافة المناسبات.
العندليب جندى مقاتل فى الاستوديو:
ففى الحروب قدم عدة أغانى أبرزها "عاش اللى قال"، "ابنك يقولك يا بطل"، "صورة"، "بسم الله" و"خلى السلاح صاحى"، و"يا شعب يا واقف"، و"لفى البلاد يا صبية"، "فدائى"، "بالأحضان".
أدعية وابتهالات:
والناحية الدينية والأدعية والابتهالات أيضًا لم تكن غائبة عن التراث الذى تركه العندليب لجمهوره، فقد غنى "أدعوك يا سميع"، "انا من تراب"، "ع التوتة والساقية"، و "يا خالق الزهرة"، بالإضافة إلى أسماء الله الحسنى وعدد من الأدعية التى قدمها بصوته وكانت مرتبطة بمناسبات المصريين الدينية مثل شهر رمضان.
أغانى العندليب:
وفى المناسبات المختلفة مثل "عيد الربيع" كان العندليب نجم رئيسى فى حفلات الربيع وليالى شم النسيم، ومن الأغانى النادرة التى قدمها "هل الربيع"، بالإضافة إلى الأغانى الخاصة به التى ناسبت هذه الفترة مثل "جانا الهوى" و "زى الهوا"، بالإضافة إلى الأغانى الرومانسية مثل "أهواك" و "بتلومونى ليه " و"جبار" كذلك "أى دمعة حزن لا" و "مشيت على الأشواك" و "خايف مرة" و "سواح" و"أول مرة تحب".