لم يعرف سواها مهنة منذ نعومة أظافره، فمنذ أن كان طفلا اعتاد على ارتداء الجلباب والإمساك بعصاه ومرافقة الأغنام من الصباح الباكر، يسير طريقا طويلًا متجولا فى قريته، حتى حفظ شوارعها ومراعيها بالكامل، أصبت الأغنام شغله الشاغل، وأهم جوانب حياته، فهم تجارته، ومهنته، والمصدر الذى يكتسب منه ما يعينه على الحياة.
صورة اليوم لراعى الأغنام من إحدى القرى المصرية، التى يحيا أهلها تفاصيل يومية خاصة بهم، تشكل عاداتهم وملامح شخصياتهم، ذلك الرجل الذى راح يجول بين الأغنام تربطه علاقة خاصة بهم، يقضى معهم ساعات طويلة فى يومه، ويذهب بعد ذلك لبيته، ليفكر فيما سيفعل فى اليوم التالى، فعندما تتحدث مع أحد من رعاة الأغنام يخبرك بمدى الارتباط بينه وبين تلك الأرواح التى تسير معه درب الحياة، لا تندهش إذا علمت أنه بعض الأوقات يجلس فى العصارى يحكى لهم ما يشغله من ضغوط الحياة، ويشعرون به فى فرحه وحزنه.