"هذا لواء سحور يستضاء به وعسكر الشهب فى الظلماء جرار ..والصائمون جميعا يهتدون به كأنه علم فى رأسه نار ".
أجزاء لا تعرف السر وراءها فى العمارة الإسلامية، منها ما يوجد أعلى قمم بعض مآذن المساجد من صارى خشبى، فهى خاصة بتعليق القناديل فى شهر رمضان، وكانت العادة أن تظل موقدة طيلة ليل رمضان فإذا ما أطفئت علم الناس أنه بداية الصوم وعليهم الامتناع عن الطعام والشراب، وأفتى العلماء حينها بحرمة إطفاء القناديل بصارى المآذن فى رمضان قبيل طلوع الفجر.
حيث كان الناس وقتها تبتهج بتعليق وإنارة تلك الصوارى الخشبية، كما كانت تنقبض وتتشائم عند سقوطها، وعن ذلك يذكر "ابن إياس"، فى كتابه"بدائع الزهور فى وقائع الدهور" أن العامة كانوا يتفاءلون فى زمن حكم السلطان قايتباى عندما تضاء تلك الصوارى بالمصابيح، ويتنبأون بان شيئا حسنا سيحدث للسلطان، وظهر فى ذلك الحين العديد من الشعراء الذين راحوا يسردون الشعر فى إنارة الصارى الخشب بقمم المآذن .