ينجذب الكثيرون لبعض مكونات المساجد، وتفاصيل العمارة الإسلامية فيها، وما يقف خلفها من تفاصيل وقصص ترتبط بالمعابد الفرعونية فى أحيان كثيرة، ولعل ما يضمه جامع الفكهانى بمنطقة الغورية من أربعة أعمدة للحجر الصوان واحدًا من تلك الجوانب التى تجذب زوار ذلك المسجد.
حيث يتوسطه 4 أعمدة بالحجر الصوان، وهو نوع من الحجر الجرانيتى شديد الصلابة الذى يجلب من المعابد الفرعونية، والتى تواجدت فى جوامع أخرى مثل قبة جامع الناصر محمد بن قلاوون بقلعة صلاح الدين، وقبة السلطان المنصور قلاوون بشارع المعز لدين الله.
أتى بها إلى الجامع الأمير "أحمد كتخدا الخربوطلى" عام 1148هـ / 1735م، وكما ذكر المؤرخ "أحمد شلبى بن عبدالغنى الحنفى" فى كتابه"التاريخ العينى"، أن تلك الأعمدة كانت ضمن 10 أعمدة بوكالة أيوب بيك ببولاق أعطاها الأمير زين الفقار بيك الى الأمير عثمان كتخدا القازدوغلى حين بدأ فى بناء مسجده بالأزبكية، فنقل الأمير عثمان كتخدا منها ستة فقط أقام عليها مسجده وفاض عن حاجته أربع أعمدة صوان فأهداها الى الأمير أحمد كتخدا الخربوطلى والذى نقلها من بولاق إلى مكانها الحالى بجامع الفكهانى بالغورية.