أسطوات الفاطمية.. رحلة محمد ووالده مع الخزف الآمن 40 سنة خبرة بالحرف اليدوية

"أنا خزاف ابن خزاف"، عبارة قالها الفنان التشكيلى "محمد سعودى"، أثناء مشاركته فى معرض أسطوات الفاطمية المقام حاليًا بشارع المعز تحت إشراف مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة الصناعة والتجارة، فمنذ ولادته لا يعرف محمد سوى العمل اليدوى، وتشكيل الخزف الآمن على الصحة، وهى المهنة التى يعمل بها والده لأكثر من 40 عاما أيضًا. فبطاولة مستطيلة تتراص عليها الطواجن المصنوعة من الخزف الآمن على الصحة، وبعض الديكورات المنزلية المصنوعة من المادة نفسها وقف محمد يعلن عن منتجه، ويقدم حرفته للجمهور بمشاركته فى المعرض، "بعمل المنتجات كلها شغل هاند ميد من الأول للآخر، وبتاخد فى إيدى 5 أيام". ويتخذ محمد حرفة تشكيل الخزف مهنة متوارثة عن ابيه، وهو من يختار شكل القطعة ويشكلها بحسب رغبته، فيبدأ بتشكيل الخزف ثم طلاءه بمادة "الجليس"، وهى الخامات الآمنة تمامًا على الصحة أكثر من الفخار، وهو ما يجعلها مناسبة لعمل طواجن الفرن، أما الديكورات المنزلية كالسبحة والكف، والجعران، وأشكال أخرى من التحف فيشكلها من الخزف، ثم يطليها بالأزرق الفيروزى وهو اللون المميز للحضارة الفرعونية من 7000 سنة، والمتواجد فقط فى المتحف المصرى فى الجعران والإكسسوارات النسائية والحلى، "بنستعين باللون الأزرق الفيروزى، ونستخدمه فى ديكورات البيت والسبحة بعملها جزء جزء على إيدى". لا يعتبر معرض أسطوات الفاطمية هو الأول الذى يشارك فيه محمد بمنتجاته من الخزف، بل شارك من قبل فى المعرض العام، وحصل على جوائز عديدة مثل جائزة صالون الشباب، ولكن مشاركته تلك المرة مختلفة لأنه لأول مرة يشارك فى معرض للحرف اليدوية، وليس للفن التشكيلى. "عايز أوصل الهاند ميد للجمهور"، عبارة عبر بها محمد عن رغبته فى تحويل دفة مشروعه مع الهاند ميد من كونه أعمال تشكيلية للمشاهدة، وتقدير الفن، إلى أن تصل لللجمهور ويعرف المجهود المبذول فيها، خاصة وأنها منتجات آمنة على الصحة، أقصى سعر للقطعة فى منتجاته تصل لـ 80 جنيهًا، بعد خبرة 15 سنة فى تشكيل الخزف، متمنيًا أن يتمكن بمشاركته فى المعرض بالوصول للجمهور المستهدف، ويعرض منتجاته بشكل جيد، ويساهم من خلال "كرييتف إيجيبت" فى تغيير ثقافة تعامل الجمهور المصرى مع منتجات الهاند ميد.