جنود مجهولون يجوبون الشوارع المصرية طوال اليوم فى توصيل طلبات الأكل للمنازل، طيارو الدليفرى الذين بمجرد أن يهل عليهم شهر رمضان يرفعون حالة الطوارئ، ويحملون على عاتقهم توصيل الأكلات فى موعدها قبل الإفطار، يقضون ساعات طويلة من أذان المغرب وحتى الفجر فى توصيل الطلبات، ويقف خلف ذلك كواليس عديدة وتفاصيل يعيشونها خلال رحلتهم فى ليالى شهر رمضان.
"بنستعد كويس وعددنا بيزيد فى الشغل فى رمضان علشان نقدر نوصل الأكل فى معاده"، كلمات قالها محمود حسين سائق الدليفرى بأحد المطاعم عما يفعله خلال شهر رمضان، مضيفًا: "الوقت بيكون ضيق ولازم نستحمل الناس"، حيث يرى محمود أنه وزملاءه يحملون مسئولية توصيل الطعام بأفضل شكل وفى الموعد المناسب إذا كان على الإفطار أو بعده، فالخدمة فى شهر رمضان تختلف عن بقية أيام السنة، لضيق الوقت، وظروف الإفطار والسحور.
"ساعات كتير الزباين بيمسكوا فينا نفطر معاهم"، كلمات قالها سائق الدليفرى أحمد الأمير عما يمر به من مواقف خلال عمله فى شهر رمضان، حيث تكرر أكثر من مرة أن يكون فى مهمة توصيل للطعام، ويطلب منه الزبائن أن يدخل إلى المنزل ويتناول وجبة الإفطار معهم، وأضاف "بحس فى اللحظة دى إننا واحد ومفيش فرق".
أما أيمن النادى فيحكى كواليس توصيله للوجبات للزبائن قبل الإفطار وسط زحام المرور قائلًا: "فضلنا واقفين فى الإشارة ساعة والمغرب أذن علينا، فالزباين قابلونى خدوا الأكل"، كانت تلك هى كلمات أيمن عن أكثر موقف كوميدى تعرض له أثناء توصيله للوجبات فى شهر رمضان، ففى ذلك الموقف أصبح الزبائن هم الذين يبحثون عن مكانه ليصلوا إليه وليس العكس.
ومن أمام مطعم للوجبات السريعة ركب "محمد" دراجته البخارية مستعدًا لتوصيل الطلبات للمنازل، وبوجه مبتسم هادئ قال: "أهم حاجة فى شغلنا فى رمضان السرعة والهدوء علشان بيحصل مشاكل كتير"، حيث كثير ما تحدث أخطاء فى تسليم الطلبات، أو تأخير بسبب الطريق، وهو ما يتطلب منه وفريق العمل بالكامل التعامل بهدوء مع الزبائن، وتفادى تلك الأخطاء قبل حدوثها.
"البلح والعصير من المتطوعين على الطريق وجبتنا المفضلة"، هكذا تحدث محمد عمر عن الطريقة التى يفطر بها فى شهر رمضان أثناء عمله فى توصيل الطلبات للمنازل وقت الإفطار، موضحًا أنه اعتاد على الإفطار من المتطوعين على الطريق ولا يفكر فى كيفية الإفطار قائلًا: "جدعنة المصريين بتطمنى وأنا على الطريق".
كواليس عديدة وتفاصيل يعيشها سائقو الدليفرى خلال شهر رمضان، فيعملون كجنود مجهولون خلف إفطار الأسر والشباب فى المنازل، ولكن يجدون الرعاية دائمًا عند أذان الإفطار على الطريق، بالتمر والعصائر التى يتلقونها أثناء رحلتهم، والتى تشعرهم بأن هناك من يشعر بهم خلال رحلة عملهم فى شهر رمضان.