ماذا بعد؟!.. ذلك السؤال الذى يسبق أى خطوة نفكر أن نخطوها فى مشوار حياتنا ويفسد علينا الاستمتاع بفرحة البدايات التى دائمًا ما تكون أجمل ما نعيشه فى أى تجربة، فبعد أول نجاح تحققه فى حياتك المهنية ستجد نفسك تسأل هذا السؤال بحثًا عن الترقية، وبعد فترة من الزواج ستبحث عن الإنجاب، وهكذا فى كل أمور حياتك.
مواقف سعيدة وأخرى حزينة نمر بها على مدار حياتنا اليومية، ولكننا ننشغل عن الاستمتاع بها أو البحث عن حلول لها بطرح هذا السؤال الذى يستحق التأمل فى أغلب الأحيان، إلا أن المبالغة فى التفكير به قد تفسد عليك حياتك، فعلى مستوى الحياة الشخصية على سبيل المثال يفسد البعض فرحته فى الكثير من المواقف بالتفكير فى العديد من الأسئلة، كأن ينشغل عن الشعور بفرحة المرة الأولى لسماع كلمة "بحبك" من شريك حياته بالتفكير فى ترتيبات الخطبة والزواج باعتبارها التسلسل المنطقى للأحداث، أو سماع كلمة "ماما" أو "بابا" لأول مرة من طفله بتخيل اللحظة التى سيكبر فيها الطفل ويصبح شخصا ناضجا يمكن الاعتماد عليه.
وعلى الجانب الآخر عند ارتكاب خطأ ما نبدأ فى رصد عواقب ارتكابه وما سيترتب عليه من نتائج بدلًا من البحث عن طريقة يمكن من خلالها تداركه قبل فوات الأوان، ونقيس على ذلك كل ما نعيشه فى حياتنا.
"التطلع" هذه هى الكلمة المناسبة التى يمكن أن نصف بها أنفسنا فى تلك الحالة، والتى تفسر العديد من التصرفات التى نمارسها فى حياتنا تحت شعار "وماذا بعد؟!"، والتى يجب أن نحاول التوقف عنها ولو قليلًا ونحاول الاستمتاع بكل مرحلة وخطوة فى حياتنا مهما كانت حلوة أو مرة، فلكل شىء مشاعره التى يجب أن نعيشها كما يجب، حتى لا نندم فيما بعد على إهدار تلك اللحظات التى كان من حقنا أن نبجلها بكل تفاصيلها، ولكننا انشغلنا عنها بالتطلع للمستقبل، لأن ما هو قادم سوف يأتى فلا تبحث عنه طوال الوقت وعش مشاعر كل لحظة كما لو كانت اللحظة الأخيرة التى ستعيشها فى الدنيا، مع الحرص على عدم إغفال فكرة التخطيط للمستقبل وإيجاد الإجابة على سؤال "ماذا بعد؟"، لكن مع الحرص على اختبار مشاعر كل لحظة وموقف نمر بهما، تلك المعادلة الصعبة التى يمكن تلخيصها فى جملة واحدة من ثلاث كلمات وهى "خير الأمور الوسط".