127 سنة تاريخ وترفيه.. حديقة الحيوان بالجيزة بعيون أخرى.. صور

أحد أبرز المعالم الترفيهية بالجيزة، حديقة الحيوان التى لقبت منذ افتتاحها عام 1891 على يد الخديوى توفيق بـ "جوهرة التاج لحدائق الحيوان بإفريقيا"، حيث اعتبرت حينها ثانى أكبر حديقة حيوان فى الشرق الأوسط، والأكثر احتواء على النباتات والحيوانات النادرة. ولكن ثمة علاقة تاريخية وذكريات خاصة تربط بين كل مكان بداخل الحديقة وبين زوارها من الجمهور المصرى، فبمجرد اجتياز بواباتها العريقة الضخمة تمتزج المشاهد بين الماضى الملكى والحاضر الترفيهى الذى تلتقطه عيناك أثناء التجول بها، فبتذكرة لا يتعدى ثمنها ال5 جنيهات تقضى بصحبة أسرتك ساعات وسط الطبيعة البرية، والخدمات الترفيهية التى أضيفت لها فى السنوات الأخيرة. فما زالت بصمات التاريخ الملكى محفورة فى العديد من الأماكن بالحديقة، وهو ما يعطيها نكهة خاصة ومكانة متفردة وسط العديد من حدائق الحيوان على مستوى العالم، ملامح تحكى تاريخ، وطرق ما زالت تحتفظ بقصصها التاريخية، هنا سار الملك، وهنا تجول ابنائه، وهناك التقى بالملوك والرؤساء، ولعل أبرز تلك الملامح الأثرية التى رصدتها كاميرا "انفراد "، أثناء جولتها هى المغارة الملكية، والطريق الملكى، والمتحف الحيوانى، وهى الأماكن التى ما زالت تحتفظ بطابعها الكلاسيكى الملكى بداخل الحديقة. المغارة الملكية لأن الخديوى توفيق أراد لحديقته التفرد، تجدها تضم المغارة الملكية التى تعتبر واحدة من أجمل الأماكن بداخل الحديقة، تكتلات رائعة المنظر من الشعاب المرجاية المجلوبة من البحر الأحمر، والتى تكونت بها المغارة الملكية، والتى تحتوى على نباتات نادرة كالصبار ومساقط للمياه تضفى إليها أجواء خاصة، سبق إنشائها إنشاء الحديقة، حيث انشأت عام 1867 على شكل قلعة مغطاة بالشعاب المرجانية من البحر الأحمر، وتحتوى على عدد من الكراسى الملكية الزينة بالزلط الملون. صممها المهندس التركى "سيبوس"، بطراز خاص لشكل القلاع، وقسمها للعديد من الغرف ذات التهوية الذاتية لتوزيع الفتحات بها بشكل مناسب، كما تتوسطها نافورة تقلل من حدة الحرارة وتعمل على تنقية أجواء المكان، يتوسطها سلم حلزونى يؤدى للصعود أعلاها فتطل على مشهد رائع للحديقة بالكامل، والمنطقة المحيطة بها خارج الأسوار. ولسنوات طويلة كانت المغارة الاختيار الأول للمشاهد السينمائية وأعمال الدراما التى أرادت الظهور بشكل مختلف فى المشاهد،فبداخلها تم تصوير مشاهد من فيلم "امرأة هزت عرش مصر" للفنانة نادية الجندى، ومشاهد من فيلم "غريب فى بيتى" للراحل نور الشريف والسندريلا سعاد حسنى، بالإضافة لتتر مسلسل "عيون" بطولة ماجد المصرى، فكل مكان فيها يدل على أصالتها وطرازها الفريد بالرغم من عدم معرفة الكثيرون لها بداخل حديقة الحيوان بالجيزة. الطريق الملكى وفى إحدى أركان بالحديقة يجذبك وجود عامودن أبيضا اللون زينما طابعًا أثرًا مختلفًا، فتجد أنهما العمودان اللذان يعلنان عن بداية الطريق الملكى المؤدى للاستراحة الملكية التى كان يستقبل فيها الخديوى توفيق الملوك ورؤساء الدول، كما كانت المكان المفضل له للجلوس والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، ويسرد أحد أقدم القائمين على الحديقة "سعيد حسين"، أن ذلك الطريق الملكى له مكانة خاصة لدى من يعرفون قصته، وأنه كان من أقرب الأماكن قربًا لقلب الملك، بالإضافة لأنه يؤدى للاستراحة الملكية والتى صممت بطراز معمارى وهندسى فريد من نوعه، فيشعر الزائر وكأنه يأخذ جولة وسط لوحات تاريخية بطابع مصرى أصيل. المتحف الحيوانى بداخل المبنى الأبيض الضخم الذى كتب على واجهته" المتحف الحيوانى"، تجد نفسك دخلت فى عالم مختلف من عالم الحيوانات المحنطة، فبالرغم من إنشائه عام 1906 ليكون مكان لعرض النماذج المحنطة من الهياكل العظيمة والحيوانات، إلا أنه لم يخرج للنور إلا عام 1962، وفى عام 2015 افتتحه المهندس إبراهيم محلب ليكون من أبرز الأماكن داخل الحديقة والتى تضم عدد كبير من الطيور، والهياكل العظمية، والحيوانات البحرية المحنطة، فبجولة داخل المبنى المكون من ثلاث طوابق، صممت بأحدث طرز لتصميمات المتاحف الأثرية، وبأصوات محيطة للحياة البرية، يمكن لزوار الحديقة التعرف على: 1352 طائر محنط، و555 حيوان من الثدييات، و259 نوع من الزواحف، و35 من الهياكل العظيمة التى مضى على تحنيطها أكثر من 100 عام، فبتذكرة ثمنها 10 جنيهات يأخذ زوار الحديقة جولة بين الأوجه المختلفة للحياة البرية، بالإضافة لعرض بعض الحيوانات المحنطة منذ عهد الفراعنة مثل التماسيح التى عثر عليها فى المقابر الفرعونية. بالطبع أن العديد من الخدمات أضيفت لحديقة الحيوان بالجيزة ، مثل تلوين بيوت الحيوانات، ووجود "الطفطف"، الذى يتجول بالزوار الحديقة بالكامل وسط استمتاع الأطفال به، وخدمات أنشطة التلوين والرسم التى تقدم من قبل إدارة الحديقة للأطفال، وكلها أوجه لوسائل ترفيه الأسرة المصرية، مما يضيف أجواء عصرية للطابع التاريخى للحديقة.