عاش حياته بين الخضرة والزرع ورعى الأغنام، تلك المهنة التى تتوارثها الأجيال فى عائلته، واعتبروها وسيلة لكسب العيش على مدار السنوات، ومع قدوم احتفالات المسلمين بعيد الأضحى الذى يعد من المواسم المهمة التى تزدهر فيها حركة بيع الأغنام، يبدأ كل منهم فى عرض بضاعته التى ظل عام بأكمله يرعاها لتصبح جاهزة للبيع.
أمسك بطرف جلبابه ووضع شاله على رقبته وعصاه بين يديه، وخرج من منزله مصطحبًا الخراف لرعايتها فى أحد الأراضى، واصطحب معه حمارين ليعينانه على ذلك، ووقف وسط أرضه، وحوله أغنامه التى يرعاها، وأمسك بعصاه بين راحتيه وشرد بذهنه بعيدًا وكأنه يراقب إرثه خوفًا من ابتعاد الخراف عنه لمسافة طويلة، أو يفكر فى الزق الذى يمكن أن يحصل عليه من بيعها، فهى كل ما يملك من حطام الدنيا.. وظهر فى الخلفية مجموعة من الأغنام، ومنزل بالطوب الأحمر، تلك الصورة التى سجلتها عدسة كاميرا انفراد لأحد رعاة الأغنام الذين يستعدون جميعًا لعيد الأضحى والذى يحرص فيه عدد كبير من المسلمين على شراء الأضحية ويعد بمثابة موسم لرواج بضاعتهم.