أول ما يتبادر لذهنك عند الحديث عن الحدائق العامة هو المناظر الخضراء الرائعة، والأجواء العائلية، وحركة الأطفال بالألعاب المختلفة فى كل مكان، فداخل أسوار حديقة الأزهر بالقاهرة لا صوت يعلو فوق صوت الهدوء، والاستمتاع بوقت خاص تقتنصه الأسر المصرية فى ذلك المكان الجميل.
ولكن يبدو أن هناك بعض الشخصيات التى تجد سلواها، ومتعتها فى الجلوس بمفردها، والتمتع بتلك المناظر الخلابة للخضرة فى هدوء، وبعض الوقت من التأمل والتفكير بشكل منفرد، لقطة اليوم لتلك المرأة التى أسندت ظهرها لإحدى الأشجار بالحديقة، وراحت تنظر حولها تارة، وللسماء تارة ثانية، وتتصفح هاتفها المحمول لبعض الوقت، فمهما كانت تفعل فإنها اختصت لنفسها وقت من الهدوء، ووجدت أنسها فى فى تلك الأجواء.
تواجدت الأسر حولها، وسارت الأقدام فى كل مكان، بينما هى ثابتة على موقفها، تفكر فيما تفكر، وترتب أمور وضغوط دفعتها للجلوس ببذلك الشكل، حتى غربت الشمس وعادت هى لمنزلها مرة ثانية، بعدما تذوقت من جمال الطبيعة ما يعينها على صفاء ذهنها، وتجديد نشاطها، لتتمكن من السير فى عجلة الحياة مرة ثانية، حتى يأتى وقت آخر وتتمكن من الجلوس بمفردها مرة ثانية.