مثلما تخرج أنغام العود من قلب الآلة المظلم الأملس، يخرج العود من إحدى الورش الصغيرة فى شوارع روض الفرج، التى تشهد تصنيع كل قطعة وتفصيلة صغيرة من الآلة لتملأ أنغامها العالم.
وبين أصابع العمال المحترفة تتنقل كل قطعة من أجزاء العود، لتتراص فى النهاية جنبًا إلى جنب بحرفية شديدة دون خطأ واحد ليتحول هذا الصندوق الأجوف المظلم إلى صندوق للأنغام الشرقية الساحرة.
وبعد اكتمال خطوات تصنيع العود واحدة بعد أخرى تأتى اللمسة السحرية الأخيرة بإضافة الأوتار للعود لتبث فيها الحياة أصابع عامل محترف، قد لا يكون بإمكانه أبدًا أن يعزف على هذا العود كالعازفين المحترفين، لكنه يملك أذنًا موسيقية مرهفة تميز بدقة الفرق بين النغمات.