لإنقاذ السمسمية.. شباب بورسعيد ينشئون فرقة جديدة للحفاظ على تراثهم

على الشواطئ الفاتنة لمدينة بورسعيد الباسلة، تسحرك أنغام السمسمية، تبحث عن مصدر هذا الصوت على شواطئ المدينة لتتجه أقدامك إلى شاطئ الياسمين، بالداخل مجموعة من الشباب بدأوا رحلة لإنقاذ تراث مدينتهم من الانقراض. "إحنا البمبوطية ولا لنا مثال تجار بحرية نعمل ف القنال إحنا البمبوطية إحنا".. تلك الكلمات التى تتغنى بها فرقة "صحبة سمسمية" لتجذبك رقصاتهم البمبوطية التلقائية لتخطو أقدامك إليهم، حيث تستمتع برؤيتهم وسماع كلماتهم. حفلة على ألحان السمسمية لزميلهم بعد عودته فى إجازة الجيش كانت بداية تكوين فرقة "صحبة" ليعبروا عما بداخلهم من هواية وحب وتعلق بالسمسمية ورقصات البمبوطية، واليوم يقترب الفريق من إتمام 3 سنوات. تتكون "صحبة سمسمية" من مجموعة من الشباب ربط بينهم عشق الآلة العريقة والصداقه وحملوا على عاتقهم مسئولية الحفاظ على التراث الثقافي البورسعيدي بشكل خاص وتراث السمسمية بشكل عام وتقديمه بصوره حديثه تضعه في مكانه الحقيقي. "أحمد حسن"، عازف السمسمية الأول بالفريق والمدير الفنى والإدارى لـ"صحبة سمسمية"، يحكى لـ"انفراد" عن بداية مسيرته فى عزف السمسمية ليقول إنه يعزف منذ بلوغه السادسة عشرة من عمره، ويستكمل: تعلمت من جدى ووالدى وهم من رموز السمسمية التاريخيين. يحكى صاحب الـ26 عامًا الذى مثل مصر مع فرقة الطنبورة البورسعيدية فى مهرجان جرش بدولة الأردن، أن أفراد الفرقة شاركوا فى الغناء والعزف والرقص مع فرقة الطنبورة ويعتبرونها الفرقة الأم فى فن السمسمية. حفلات أسبوعية فى كل صيف تنظم بالمجان لشعب بورسعيد على شاطئ الياسمين بالمدينة الباسلة، ويقول "عشرى": "بنشارك فى أماكن ثقافية ما بين القاهرة والإسكندرية، وهدفنا نشر السمسمية فى جميع أنحاء العالم وتقديم المواطن البورسعيدى بصورته الحقيقة والحفاظ على هويته". ويضيف: "إحنا بنعتبر السمسمية أقدم أندرجراوند، ومن أهدافنا وضعها فى مكانها الطبيعى بين الفنون المستمرة والمتوارثة". وعن اختفاء السمسمية فى العصر الحديث يحكى "عشرى" أن الأسباب ترجع لعدم الاهتمام بها حالها كحال الفن الشعبى الموجود فى مصر عمومًا، واستخدام فن السمسمية للربح فقط مما تسبب فى ميلها للبعد عن التراث البورسعيدى المصرى، كلمات قالها مدير فرقة "صحبة" تعلن عن حزن بداخله بسبب ما يراه فى مهنة توارثها العديد من أفراد فرقته، ويذكر أن عدم التجديد فى الأغانى والإيقاعات يعد سبباً آخر أدى لاختفاء السمسمية. ويرى "عشرى" حدوث طفرة كبيرة في السنوات السبع الأخيرة، ويقول: "لأن الشباب بدأوا يسمعوا سمسمية من بعد ثوره 25 يناير والفكر الجديد فى سماع الموسيقى وتألق الاندرجراوند سحب معاه الصوفية والفن الشعبى والسمسمية". تجديد الألحان والأغانى طريق "صحبة السمسمية" للحفاظ والاعتزاز بتراث الفن البورسعيدى، رغم قلة الدعم المادى لديهم كما يوضح "عشرى": "إحنا غير تابعين لأى جهة سواء خاصة أو ثقافية، وكل أعمالنا وحفلاتنا بدعم ذاتي مننا، وده سبب لينا ضغط فى الفترة الأخيرة". رغم قلة الموارد وعندم حصول الـ17 عضو بفرقة الصحبة على شهادات أو دراسات متعلقة بالفنون فكل منهم يدرس مجال بعيد كل البعد عن مجالات الفنون، إلا أنهم متمسكون بفن السمسمية، ويسعون دائماً للإرتقاء بهذا الفن.