نص الكوب المليان فى حياة " أسماء الميكانيكية".. الراجل "الحمش" فتى أحلامها

تمسك بالمطرقة الثقيلة وتبدأ الطرق على الأجزاء الحديدية فى السيارة لإصلاحها، وتتنقل بين الآلات داخل الورشة، فتتعامل مع النار تارة، وتنبطح على الأرض تحت السيارة لتعيد تركيب أجزائها تارة ثانية، " أسماء السيد"، التى اختارت طريق مختلف لنفسها منذ سن السابعة من عمرها لتساعد والدها فى ورشته. تمر على صاحبة الـ27 عاما فتجد هيئة فتاة توحى بشخصية قوية قادرة على إدارة ذلك المكان، والتعامل مع الأدوات الثقيلة، والشخصيات الصعبة للرجال الذين يتوافدون على ورشتها بشكل خاص لحرفيتها غير المسبوقة والتى جعلت صيتها يصل لجميع محافظات مصر، ولكن تظل نظراتها الحائرة أثناء عملها توحى بوجود جانب خفى خلف ذلك الذى تظهره للعامة. فتجد أن هناك جانب آخر على النقيض من طبيعة عملها، ففى منزلها هى الأبنة والفتاة التى تختار فساتينها بنفسها دون تدخل أحد، وتحظى بحب جيرانها حتى أنها تشارك أطفالهم اللعب فى أحيان كثيرة. تتحدث "أسماء"، ل" انفراد حول "نصف الكوباية المليان فى حياتها"، فتقول أنها تعشق الحياة ولا تخشى أى شىء، ولا ترى فى الهزيمة واليأس وجود فى حياتها، فمنذ السابعة من عمرها وهى تساعد والدها فى الورشة، حتى أصبح لها زبونها الخاص. " ورشتى وشغلى نمبر وان، ومحدش يقدر يتعدى حدوده معايا"، كلمات قالتها أسماء بابتسامة ثقة متحدثة عن عملها، وواضعة قوانين للتعامل مع الرجال، لتتغير ملامح وجهها عند التحدث عن مواصفات شريك حياتها الذى تراه " صعب الوجود"، فتقول" أهم حاجة فى شريك حياتى إنه ما يخافش منى ويقدر عطائى"، حيث ترى أسماء أنها تبحث عن شريك حياة ذو شخصية قوية، لا ينتظر عملها لتنفق عليه، بالإضافة لتقديره لعملها. " لو جوزى طلب منى أسيب شغل الورشة هوافق، ولو وقع فى أزمة هسنده"، كانت هذه هى كلمات أسماء عن تعلقها بعملها، والطريق الذى تراه فى مستقبلها بعد الزواج، وعن عالم البنات وما يشغلها منه تقول أسماء أنها لا تحب وضع أدوات التجميل، ولا تمتلك أية منها، وتتجنب رؤية نفسها فى المرآة الصغيرة فى المنزل، ولكن بالنسبة لأزيائها فإنها تختارها بكل تفاصيلها ولا تسمح لأحد من أفراد أسرتها بالتدخل فى ذلك. أما فى أوقات فراغها وأيام الإجازة تحرص على زيارة أقاربها، والاستماع للأغانى المفضلة لقلبها، والتى يغلب عليها الأغانى الحزينة لمصطفى كامل وحسن الأسمر. فمنذ أن تستيقظ أسماء من الصباح الباكر للذهاب لورشتها، وحتى عودتها لسريرها مرة ثانية تمر بالعديد من التفاصيل والمواقف الصعبة، ولكنها تغلق عليها وتتركها فى الورشة لتعود صافية الذهن لمنزلها تاركة واقعها الصعب فى إنتظارها فى العمل فى اليوم التالى. أحلام عديدة تراودها، بأن تكبر ورشتها وتثبت كل يوم أنها مميزة فى عملها كميكانيكية سيارات، وأمنيات أخرى كثيرة تحتفظ بها داخل قلبها لا يعرف أحد عنها، بل أفكارها وحملها الخاص كفتاة تحب الإحتفاظ بأسرارها لنفسها.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;