رقص وغناء وعزف.. "أحمد" أصغر عازف سمسمية من بين الحوائط إلى المسرح

واقفاً خلف الكواليس فى حفل احتفال فرقة الطنبورة بمرور ثلاثين عاماً للفرقة، يلقى نظرة على الجمهور من خلف الستار وهو يدندن بشفتيه مع الأغنية التى تغنيها الفرقة، ليغيب دقائق ثم يعود بيده الرق، وعلى آن آخر يعود وفى يده السمسمية، ينتظر دوره للخروج إلى الجمهور من الثامنة من ليل يوم الأحد. بعد ساعة ونصف من بداية الحفل يتحدث زكريا إبراهيم، رئيس فرقة الطنبورة، ليعلن عن مفاجأة اليوم فى وجود أصغر عازف سمسمية فى مصر، وسط تصفيق الحضور وبهجة الجمهور أثناء خروج الطفل "أحمد فتحى" إلى خشبة المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، واثقاً من خطواته مبتسماً للجمهور. ليقف فى منتصف المسرح ماسكاً المايك ويغنى كلمات تراثية، ثم يقف له أعضاء الفريق وهو من كبار الفن الشعبى فى مصر والوطن العربى ويغنون "يا عازف الأوتار" على ألحان السمسمية التى يعزفها "أحمد فتحى" صاحب العشر سنوات، وسط بهجة كبيرة واندهاش الحضور، من ثقافات ودول مختلفة. "كان بيفضل يدندن وهو فى البيت، واكتشفت أن صوته حلو" هكذا قال والد أصغر عازف سمسمية متمكن فى مصر، لينضم "أحمد" إلى فرقة "براعم الطنبورة" وتدرب على يد العازف "محسن العشرى" المصنف ضمن أفضل 50 فنانا شعبيا فى العالم، كان حينها يبلغ "أحمد" 6 سنوات. لم يتعد الثلاثة أشهر فى تمارين الغناء والعزف على السمسمية، ليعلن حينها مؤسس فرقة "الطنبورة" عن مشاركة "أحمد فتحى" فى أول حفلة له فى شم النسيم، ويقول "أحمد": "أول مرة طلعت فيها حفلة كنت لسه عيل صغير"، ويستكمل حديثه بالشكر لمدربه الذى وصل به لهذه المرحلة التى جعلت مؤسس الفرقة يختاره ليغنى ويعزف فى حفلة شم النسيم ببورسعيد. شعور لم يقدر على وصفه العازف الصغير حينما يخرج على المسرح وينال إعجاب الحضور وإشادتهم به وبأدائه المتميز، ويقول "المدرب وبابا والفرقة بيشجعونى دايماً"، وذلك ليعبر عن ما يراه من الآخرين أثناء استعداداته للحفلات، ويحكى "محسن العشرى"، عازف ومدرب السمسمية لـ"انفراد" أن "أحمد" من الأطفال الموهوبين. ويقول عن بدايته "والده لمح فيه الموهبة وجابه الفرقة وقعد سنة تقريباً وبعدين هو حب السمسمية وأنا دربته وبقى يعزف معانا فى الفرقة لما نكون فى حفلة وبيغنى وبيرقص"، وأضاف "العشرى" أنه يرى لـ"أحمد" مستقبل رائع فى مسيرته الفنية، وذلك حسب ما قاله.