خلفت أسرة محمد على باشا، مؤسس الأسرة العلوية، ومصر الحديثة، أرشيفا كبيرا من الصور لكل فرد من أفراد الأسرة التى حكمت مصر حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، حيث أنهت الحكم الملكى، بإجبار الملك فاروق الأول بالتنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد، والذى عزل من بعد رحيل والده، ليعلن حينها التأسيس لحكم جمهورى.
وأرشيف الأسرة العلوية يضم الكثير من اللقطات النادرة لأفرادها من الملوك والأمراء والأميرات الذين شكلوا جانبا كبيرا من تاريخ مصر على مدى عقود طويلة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، والتى لم تنشر معظمها على مدار أعوام طويلة، وظلت حبيسة أدراج قصر الحكم، إلا أنه مع خروج تلك الصور وتداولها بشكل واسع، أصبح من الممكن لمس جانب كبير من شكل حياة الملوك والأمراء فى ذلك الحين، ومطابقة ما تعكسه الصور مع ما ورد فى الكتب عن تلك الحقبة من روايات.
ومن بين صور أرشيف أسرة محمد على باشا، هنالك صورة للأميرة فايزة فؤاد، خلال طفولتها، والتى تظهر فيها بجمالها الهادئ جالسة على كرسى دهبى، والأميرة اسمها بالكامل هو فايزة فؤاد رؤوف بنت الملك فؤاد الأول، وولدت فى قصر عابدين، بالقاهرة، فى 8 نوفمبر 1923، وهى ثالث أطفال الملك فؤاد والملكة نازلى.
الأميرة فايزة هى أخت الملك فاروق الأول، والأميرة فوزية، والأميرة فايقة، والأميرة فتحية، وجدها الأكبر من جانب أمها هو اللواء محمد شريف باشا، رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وكان تركى الأصل، وفيما يتعلق بحياتها الشخصية، فإنها لم ترغب فى الزواج من أحد أفراد الأسرة الحاكمة فى الشرق الأوسط، بل تزوجت بقريبها التركى محمد على رؤوف، الذى كان فى سن الرابعة والثلاثين، وكان ذلك فى القاهرة فى 17 مايو 1945، وتم ترتيب الزواج من خلال الصلات العائلية، ويشار إلى أنه رغم أن الملك فاروق لم يفضل هذا الزواج، إلا أنه وافق على مضض، وبعد الزواج عاشت الأميرة فايزة مع زوجها فى قصر الزهرية فى الجزيرة المطلة على النيل.
وتمتعت الأميرة فايزة، بالحكمة وكثير من الحساسية والكبرياء، فكان لها دور فعال أثناء فترة نقاهة الأميرة فوزية فى مصر بعد انفصالها عن شاه إيران عام 1948، كما كانت رمزًا رائدًا فى جمعية الهلال الأحمر بمصر خلال حكم الملك فاروق.
وبعد تنازل الملك فاروق عن العرش نتيجة لثورة 1952، انتقلت الأميرة فايزة إلى إسطنبول فى 1954، وسافرت بعدها برفقة زوجها إلى أسبانيا وفرنسا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة، واستقرت فى بيفرلى هيلز وتركت زوجها فى باريس، وعاشت هناك حتى وفاتها فى 6 يونيو 1994 عن عمر يناهز 70 عامًا فى ويستوود، فى لوس أنجلوس.