الكثيرون لا يعرفون اسم بوتان، تلك المملكة الصغيرة المعزولة بين الهند والصين فى أحضان جبال الهيمالايا دون أى منفذ ساحلى. لكن من يعرفونها يعرف أن اسمها مرتبط بالسعادة، فهى تسمى مملكة السعادة، نظرا لسياستها المتعلقة بالسعادة المحلية الإجمالية، على غرار الناتج المحلى الإجمالى الذى تحققه كل دولة، كما أن حكومتها تقوم بقياس مكونات السعادة القومية من خلال الصحة والتعليم وحماية الأرض، ناهيك عن المبدأ المعتقد على المعتقدات البوذية والذى يرى أن التفكير فى الموت يحقق السعادة.
لكن أصبح هناك ما يهدد سعادة شعب بوتان الصغير الذى لا يتجاوز 750 ألف نسمة، وهو الديمقراطية، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها.
وتقول الصحيفة إن الديمقراطية الناشئة فى بوتان، والتى لم يتجاوز عمرها 10 سنوات، قد أدت إلى جرعة من عدم السعادة بسبب السياسات الانتخابية، ففى الأشهر التى سبقت الانتخابات الوطنية، الأولى منذ خمس سنوات، تبادل السياسيون الإهانات وقطعوا الوعود الكبيرة وساعدت شبكات السوشيال ميديا على التضخيم من المزاعم غير المثبتة وإثارة المخاوف بشأن دور بوتان فى العالم.
وقد جعل هذا بعض الناخبين يعربون عن الحنين للنظام السابق، الملكية المطلقة بقيادة ملك يحظى بحب شعبه. وقال كارما تينزين، مدير مركز بوتان ودراسات الناتج القومى للسعادو، أنه يود أن يعود للوراء، فقد كانوا أكثر سعادة. وأضاف أنهم يشعرون الآن بحزن بسبب كل الانقسامات الاجتماعية. وأوضح أن الديمقراطية فى بوتان ستنجح لكن بطبيعة الحال سيكون هناك ثمن.