"زمن الفن الجميل"، جملة تصف عالم الفن فى تلك الفترة من السنوات الأولى بالقرن العشرين فى مصر المحروسة، حيث لمعت كثير من المواهب الفنية والغنائية بمختلف ربوع مصر، كما ولدت تلك الحقبة الفنية عمالقة فى التمثيل والغناء ذاع صيتهم فى مصر والوطن العربى، بل وفى العالم أجمع.
نجوم فترة أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم يقتصر تاريخهم الفنى على الشهرة الواسعة التى نالوها خلال حياتهم، بل كان الإعجاز فى بقاء فنهم حيًا خالدًا فى أذهان الناس.
تلك الحقبة الفنية فى تاريخ مصر تعبر عن الحالة المزاجية للشعب المصرى فى هذه الفترة، والذى كان ذواقًا لكل أنواع الفنون، بحيث انتشرت المسارح ودور السينما مع التطور التكنولوجى نسبيًا فى تلك المرحلة، هذا إلى جانب دار الأوبرا الخديوية التى بناها الخديوى إسماعيل خلال عام 1869.
ومع انتشار الفن بشكل واسع دون التقيد بالمكان والزمان، شهدت مصر فى مطلع القرن العشرين، انتشار المسارح العامة فى شوارع القاهرة التى قدمت العروض الفنية والفلكلورية المتنوعة أمام سكان العاصمة والوافدين إليها من جميع المحافظات، ومن أمثلة هذه المسارح، المسرح العام، فى شارع المهدى، فى الأزبكية بالقاهرة، خلال العام 1908، والذى توافرت له صورة نادرة خلال تظهر تقديم إحدى الفرق عرضًا فنيًا يظهر فيه الفنانون بالزى التقليدى السائد فى ذلك الحيان وهو الجلباب والطربوش، فيما يعزف بعضهم على الآلات الموسيقية خلال تقديم العرض المسرحى.