الزمن الجميل، هكذا يصف أبناء الجيل الحالى العقود الأولى من القرن العشرين فى مصر، والذين يتمنون دائمًا أن تكون هناك إمكانية خرافية ولو بآلة زمن للعودة إلى تلك الحقبة من تاريخ المحروسة، لما كانت تتمتع به من ذوق عالٍ فى الموضة والفن والموسيقى.
وكما يُسرد للجيل الحالى من الأجداد والأباء متباهين بزمانهم وجماله فى عيونهم، فإن العقود الأولى من القرن الماضى كانت تعرض خلالها أحدث خطوط الموضة العالمية فى مصر، فى ذات التوقيت الذى تعرض فيه بباريس، ما يعكس مدى اهتمام المصريين بصيحات الموضة الراقية فى ذلك الحين، إلا أنه فى بعض الأحيان كانت تعرض بعض خطوط الموضة فى القاهرة قبل العاصمة الفرنسية، فى انعكاس لمدى رخاء ورفاهية هذا الزمن.
ومن إحدى الصور التى تعود بنا إلى نوستالجيا الزمن الجميل، تظهر فى فاترينة أحد المحلات فى القاهرة فى الأربعينيات من القرن الماضى مجموعة من موديلات الفساتين فى ذلك الوقت، والتى ظهرت جميعها مزركشة ومنقوشة بالورود والنقوش المختلفة، وترتفع عن كعب القدم قليلًا، وبـ"كُم" قصير، وهى فساتين ذات ذوق خاص تتماشى مع هذا الزمن، إلا أن تلك الموضة لم تقف أو تنتهى فى زمانها، بل بدأت بنات الجيل الحالى فى العودة إلى الزمن الجميل عن طريق اقتناء فساتين من ذات التصميمات التى كانت ترتديها الأمهات والجدات.