أصوات تتعالى حولها، صخب ومحادثات تأتى من الشارع، كل المحيطين بها فى عالمه الخاص، بينما تنفرد هى بعالمها الخاص، التى أطلقت عليها دون النطق بكلمة"عالم الأمان"، تلك الطفلة التى قضت وقتا طويلا أثناء تواجدها مع والدتها فى إحدى المواصلات العامة تحتضنها، ولا تبتعد عنها ولو للحظات.
قابلها "انفراد" أثناء جولتها اليومية، فتابعها، كلما تعالت الأصوات من حولها اقتربت الطفلة من أمها أكثر، مشهد يرجع للأذهان كل لحظة شعرنا بها فى أحضان والدينا، الأمان والثقة بأن هناك من يهتم لأمرك، ظلت تلك الأم تطمئن طفلتها بالمسح على شعرها، فتهدأ، كم نفتقد لتلك اللحظات الهادئة وسط صخب الحياة، وسباق النفوس، أخبرتها أمها فى تلك اللقطة بحديث صامت من القلب للقلب أن اهدئى يا صغيرتى، أنا هنا معك فى رحلتك، المخاوف كلها أمان فى حضرتك، والطريق تقترب نهايته باقترابك لى.