مشاهد عديدة تقابلك أثناء تجولك فى القرى المصرية، وجوه تحمل بين تقاسيمها الكثير من الحكايات، ولعل لقطة اليوم تحكى تفاصيلها علاقة خاصة بين الجدة والأحفاد، تلك المرأة التى يمكننا اعتبارها "كوكب متكامل من الحنان"، تتفانى من أجل الاهتمام بأحفادها، الذين ترى فيهم نبتة خضراء من أولادها الأعزاء إلى قلبها، فتربيهم وتعلمهم مثلما كانت تعلم آبائهم، فيفوق حنانها وعطائها ما يراه الأطفال من آبائهم وأمهاتهم.
صورة اليوم من إحدى القرى المصرية لتلك الجدة التى نزلت على رأى حفيدها عندما رفض تناول طعامه، وخرجت به أمام المنزل ليقفا بذلك الشكل تداعبه وتغنى له فيتناول طعامه، لم تنتبه لأى شىء سوى لان يتناول حفيدها طعامه بالكامل، ربما فعلت ذلك كحل للموقف، ولكنها لم تعلم أن ذلك الطفل سيكبر والمشهد محفور فى وجدانه، فيمر على نفس المكان ويتذكر عندما كانت جدته توقفه بتلك الطريقة وتدلله حتى ينتهى من طعامه، فيتمنى لو أنه لم يكبرن وليظل فى ذلك الوقت الذى كان يتدلل فيهن وتنفذ أوامره أمنياته مهما كانت.