"المصغراتى".. محمد الصبح دكتور وبعد الضهر بيصنع ماكيتات ثلاثية الأبعاد

"مصطبة" خشبية متمركزة أمام مجموعة من البيوت الريفية، أو منزل نوبى ميزته النقوش والرسومات الملونة التى اعتدنا على رؤيتها على أغلب بيوت بلاد الذهب، فضلًا عن سيارة تعلوها لوحة إرشادات مرورية وسماء صافية أضفت على المشهد مزيد من الجمال، تلك اللوحات المجسمة التى بمجرد أن ترى صورها تعتقد أنها حقيقة وواقعية بشكل لا يمكن تصديقه، إنها أعمال "المصغراتى" الدكتور محمد سامى الذى اختار لنفسه طريق مختلف عن الصيدلة التى امتهنها لسنوات طويلة. عشق الفن منذ نعومة أظافره واستطاع أن يشكل الصلصال ببراعة، للدرجة التى جعلته يعيش حلم دخول كلية الفنون الجميلة، إلا أن مجموعه الكبير قاده للصيدلية، حيث تخرج فى كلية الصيدلة وقضى فترة طويلة من حياته وسط كميات كبيرة من العقاقير الطبية، إلا أن عشقه للفن لم يتركه طوال سنوات عمره، وكان يمارسه كهواية طوال الوقت. يقول سامى لـ"انفراد" إنه انخرط فى عمله كطبيب صيدلى، ولكنه حرص على ممارسة هوايته فى الرسم فرسم لوحات بالزيت والباستيل والفحم وغيرها من الفنون، كما أنه بدأ فى تشكيل الخزف، وهنا واجهته صعوبة أن الخزف يحتاج للمزيد من الوقت والجهد، كما أن أعماله تحتاج لأفران خاصة من أجل أن يتصلب التمثال جيدًا، وهنا جاءت فكرة ابتكار نوع من العجائن تسهل عليه المهمة ماديًا ومعنويًا. يشتهر فن المصغرات فى العالم بشكل كبير، إلا أنه قليل نسبيًا فى الدول العربية بشكل عام، وبدأت هواية سامى فى عمل مجسمات مصغرة لكل ما ما حوله منذ عام واحد فقط، فقرر إنشاء صفحة خاصة به على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لنشر أعماله الفنية من المجسمات عليها، تلك التى لاقت إعجاب العديد من الأشخاص الذين سألوه عن ماهيتها بسبب عدم علمهم بهذا الفن. تعلم فن المصغرات بشكل فردى، وبدأ فى تطوير مهارته والبحث عن البدائل يمكنه استخدامها فى عمل "الماكيتات" الخاصة به، للتغلب على مشكلة عدم توافر الخامات وارتفاع سعرها أيضًا، فاستخدم العديد من الخامات المتوفرة لديه كالجبس والبلاستيك والسلك واللمبات المكسورة، فضلًا عن التراب والرمل والقش وكل ما يصادفه فى الطبيعة. يعتمد فن الصغائر على استخدام كل شيء، إلا أن محمد سامى قرر إضفاء روح جديدة ومختلفة عليه من خلال ربط كل "ماكيت" بقصة مختلفة "حدوتة" من وحى خياله، رغبة منه فى توصيل فكرة أعماله لكل من يشاهدها ببساطة، أو على حد تعبيره "يعيش الماكيت مش يتفرج عليه بس". طلبات متتالية جاءت إليه تدعوه لتنظيم ورش عمل من أجل تعليمهم هذا الفن، وهذا ما قام به بالفعل، فأصبح كل وقته مخصص لعمل ورش تعليم فى القاهرة والإسكندرية، وأصبح لديه العديد من المتابعين. وعن أعماله قال: "عملت ماكيت سميته منزل رقم 5 وكان واجهة البيت فيها رأس غزالة ومعمول من الطوب القديم ومكسر والإضاءة شكلها مرعب، وقصته كانت عن اتنين بيحبوا بعض وأهلهم مش موافقين وبكتب تفاصيل اللى حصل بحيث اللى يقرأ ويشوف الماكيت يفهم القصة كويس، ودا بيجذب الناس جدًا خاصة إن كتاباتى بتعتمد على السهل الممتنع اللى ممكن أى حد من أى طبقة فكرية يفهمها". فنان شامل.. هكذا يمكن أن نصف الدكتور محمد، حيث يقوم بتشكيل المجسم بأنامله، ثم يلتقط له صورًا فوتوغرافية بشكل محترف بنفسه، وبعدها يطلق لخياله العنان فيكتب قصة قصيرة تروى "حدوتة" هذا الماكيت لنشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك. "نفسى الفن اللى بعمله يستخدم فى السينما بشكل كبير زى ما بيحصل برة، لأن ده هيوفر كتير على المنتجين" بهذه الكلمات اختتم محمد سامى حديثه لـ"انفراد" الذى اختار لنفسه اسم "المصغراتى" رغبة منه فى الانتشار، خاصة أن الفن الذى يقدمه غير موجود فى مصر فأراد أن يتذكره الناس بكلمة سهلة.
































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;