إذا كنت من سكان القاهرة أو حتى جئتها زائرا فبالتأكيد مررت على تمثال "إبراهيم باشا" الموجود فى ميدان الأوبرا، لاسيما أنه واحد من أهم الميادين فى العاصمة المصرية، وأيضا أكثرها حيوية وزحاما.
إبراهيم باشا هو نجل محمد على باشا حاكم مصر ومؤسس دولتها الحديثة منذ عام 1805، وقد عرف إبراهيم باشا بقدرته العسكرية الفريدة وخوضه للعديد من المعارك الحربية التى انتصر بها، وأظهر قدرة حربية فائقة.
فى عام 1872 أمر الخديوى اسماعيل الفنان الفرنسى " كورديية" بصنع تمثال لوالده الوالى ابراهيم باشا و أقيم التمثال بميدان العتبة الخضراء بالقاهرة، وفى أعقاب الثورة العرابية وقف الأزهر الشريف و دار الإفتاء المصرية الي جانب عرابي و أيدوا ثورته، حيث كان هناك غضب من البعض من أسرة محمد على باشا وبناء على بعض الأحداث نٌقل التمثال إلى ميدان الأوبرا .
التمثال تسبب فى أزمة بين مصر وتركيا، فقد حدث أن صنع كورديية لوحتين لوضعهما على قاعة التمثال الرخامية، أحدهما تمثل معركة نزيب، والثانية تمثل معركة عكا، وهى المعارك التى انتصر فيها إبراهيم باشا، ولكن السلطات التركية تدخلت ورفضت اللوحتين لانها تمثلان هزيمتها أمام جيوش مصر .
أخذ كورديية اللوحتين وسافر إلى فرنسا، وعرضهما فى معرض باريس عام 1900، وبعد انتهاء مدة العرض أخذهما إلى بيته وحفظهما في استوديو صغير ، ولم يعرف مكانهما.
وحينما قررت الحكومة المصرية الاحتفال بمرور 100 سنة على وفاة إبراهيم باشا عام 1948 أرادت أن تضع اللوحتان في مكانهما، فاتصلت مصر بفرنسا، وبحثت عن اللوحتين عند حفيد كورديية، وفى متاحف باريس الكبرى، فلم يعثروا لهما على أثر، فقام الفنانان المصريان أحمد عثمان ومنصور فرج، بصنع لوحتين شبيهتين بلوحتى كورديه وهما اللتان موجودين حاليا على جانبى التمثال .