البساطة تتجسد فى كل شىء، الجميع متحابون، والجمال تلمسه بجميع الأشياء، هذه هى العبارات المناسبة التى يمكن استخدامها لوصف الحياة فى مصر مع بدايات القرن العشرين، وتحديدًا فيما يتعلق بحياة صغار الفلاحين والموظفين خلال تلك الحقبة الزمنية.
وفى مشهد يدعو للتأمل، من العام 1900، تجمع بعض الصبية فى جلسة بسيطة أمام حديقة الأزبكية، فى القاهرة، وجلسوا على الأرض بملابسهم البسيطة بجوار مدخل إحدى البنايات، ليتناولوا وجبة الإفطار فى هدوء.
وحديقة الأزبكية، هى إحدى أعرق الحدائق فى مصر، حيث أنشئت عام 1872، على يد المهندس الفرنسى "باريل ديشان بك"، على مساحة 18 فدانًا، وأحيطت بسور من البناء والحديد وفتحت بها أبواب من الجهات الأربع.
وأقام الخديوى إسماعيل، فى طرف الأزبكية الجنوبى، مسرحين هما المسرح الكوميدى الفرنسى الذى أنشئ فى 2 نوفمبر 1867، وافتتح فى 4 يناير 1868، تحت إدارة الخواجة منسى، ودار الأوبرا الخديوية، وبعد الانتهاء من تشجير الحديقة وتزيينها وإنارتها، عين الخديو مسيو "باريليه" الفرنسى، ناظرًا لها ولجميع المتنزهات الأخرى.
وكانت تقام بالحديقة العديد من الاحتفالات الرسمية والشعبية الكبرى للأجانب والمصريين، ففى يونيو 1887، تم الاحتفال بعيد الملكة فيكتوريا من قبل الجالية الإنجليزية فى مصر، واحتفال الجالية الفرنسية بعيد 14 يوليو، أما الاحتفالات المصرية فى الحديقة، فكان أبرزها الاحتفال بعيد الجلوس السلطانى، واحتفال الجمعيات الخيرية والمحافل الماسونية، وكانت الموسيقى العسكرية تعزف فى الاحتفال الأول، إلى جانب إقامة السرادقات فى احتفالات الجمعيات وحفلات المطربين، وأشهرهم الشيخ يوسف المنيلاوى وعبده الحامولى، ومحمد عثمان.