يعد الخديوى عباس حلمى الثانى، من أهم حكام أسرة محمد على باشا، الذين تعاقبوا على حكم مصر منذ عام 1805، وحتى عام 1952، وهو الابن الأكبر للخديوى توفيق، وتولى حكم مصر من عام 1892 وحتى عزله عام 1914.
وعرف الخديوى عباس حلمى الثانى بمعاداته للإنجليز، ما أدى إلى خلعه من حكم مصر، وتم نفيه إلى سويسرا، التى عاش بها حتى وفاته عام 1944 بعد عزله بـ 30 عامًا.
وأثناء منفاه، كان يتنقل بين عدد من الدول الأوروبية، ومنها إيطاليا وفرنسا، ويرصد هذا الفيديو النادر حواراً صحفيًا له مع إحدى الوكلات الأجنبية، على متن اليخت "نعمة الله" فى مدينة نيس الفرنسية، ويرجع هذا الحوار إلى عام 1929، بعد 15 عامًا من عزله عن عرش مصر.
وفى هذا الفديو يتحدث الخديوى عن إعجابة بتقنية الخدمة الاخبارية الناطقة التى ظهرت لأول مرة سنة ،1927 و كانت قبل ذلك كل الفديوهات صامتة بلا صوت.
ومن إنجازات عباس حلمى الثانى، أنه وضع حجر الأساس لجامعة القاهرة، وأشرف على افتتاحها، كما أنه وضع حجر أساس محطة مصر بمنطقة رمسيس فى محافظة القاهرة، وكانت اللبنة الأولى لثانى سكك حديد فى العالم بعد إنجلترا.
أيضًا تضمنت إنجازاته إنشاء المتحف المصرى، ومتحف الفن الإسلامى، وكذلك كوبرى إمبابة، وكوبرى أبو العلا، وكوبرى الملك الصالح، وكوبرى الجلاء، وكوبرى عباس المسمى باسمه.
كما أنه شيد قناطر أسيوط وإسنا وخزان أسوان، بالإضافة لعشرات من مشاريع الرى، فى مختلف أنحاء الجمهورية، وكذلك يعود له الفضل فى افتتاح شبكة خطوط ترام القاهرة سنة 1896.
وشملت إنجازاته وضع خطة شاملة لترميم آثار مصر الاسلامية بداية من عام 1895، وشملت هذه الخطة، تطوير جامع السلطان حسن، ومسجدى عمرو بن العاص، وبن طولون.
كما أنه يعود له الفضل فى إصدار العفو عن الزعيم الوطنى أحمد عرابى، قائد الثورة العرابية، وسمح له بالعودة من منفاه إلى مصر و منحه راتبا شهريا حتى الممات .
وظل المصريون لفترة كبيرة بعد عزله، يتمنون عودته، لا سيما أنه كان ضد المحتل الإنجليزى، حتى أنهم كانوا يهتفون فى مظاهراتهم ضد الإحتلال بعد عزله بعبارة "الله حى عباس جاى"، فى إشارة إلى عودته مجددًا للحكم، ومحاربة الإنجليز.