تحيط قصص وروايات متنوعة بأفراد الأسرة العلوية، خلدت ذكرى حياتهم وتفاصيلها، وعكست نهاياتهم المختلفة، خاصة أبناء الملك فاروق الأول، وشقيقاته وأبنائه الذين غادروا معه من مصر عقب إعلان الجمهورية، وإنهاء الحكم الملكى.
ومن بين أفراد أسرة محمد على، فى تلك الحقبة، الأميرة فوزية، الابنة الثانية لملك مصر الراحل فاروق الأول، وزوجته الملكة فريدة، التى تحل اليوم ذكرى وفاتها الرابعة عشر، حيث توفيت الأميرة يوم 27 يناير 2005، وقد اسماها والدها "فوزية" على اسم عمتها الأميرة فوزية بنت الملك فؤاد الأول.
الأميرة فوزية، غادرت مصر مع والدها الملك فاروق الأول، إلى المنفى فى إيطاليا عام 1952 بعد ثورة 23 يوليو 1952، والتحقت بمدرسة داخلية فى سويسرا، وظلت الأميرة تعيش فى سويسرا، وتعلمت دروس فى الطيران، وحصلت على رخصة الطيار المهنية، وتمكنت من الوصول إلى رتبة نقيب، وكانت أيضًا تعشق الغطس والسباحة تحت الماء، وبفضل تعدد اللغات التى تجيدها، وهى "الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية والعربية"، اجتازت الأميرة فوزية، امتحان صعب أهلها للعمل كمترجمة فوريه فى سويسرا.
ولم تكن الأميرة فوزية، صاحبة ثروة، فوالدها قد مات دون أن يترك لأولاده الكثير، واضطرت إلى الاعتماد فقط على عملها كمترجمة فورية كوسيلة وحيدة للعيش، حيث أنها لم تتزوج أبدًا، وفى عام 1995، تم تشخيصها بأنها مصابة بالتصلب المتعدد للشرايين الذى تركها مشلولة وطريحة الفراش، حتى توفيت فى 27 يناير 2008 بمستشفى خاص بمدينة لوزان السويسرية، فيما نقل جثمانها إلى مصر على متن طائرة خاصة على نفقة الدولة لتدفن فى المقبرة الملكية فى القاهرة، وشيعت جنازتها من مسجد الرفاعى بالقاهرة، وكان من بين المشيعيين أخيها الأصغر الملك السابق أحمد فؤاد الثانى.