الجمبرى البرى، هذا هو المصطلح الذى أطلق على الجراد فى المملكة العربية السعودية وعدد من دول الدول الأخرى، وذلك مع تزايد الإقبال على شرائه من الأسواق، بل والأكثر من هذا تدشين منصات عبر الإنترنت لبيع الجراد حيًا، الأمر الذى جعل الإقبال عليه أكثر من ذى قبل.
ورغم تحذير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، من أسراب جراد تتجه إلى السعودية وعدد من دول المنطقة، إلا أن هذا الأمر قد جاء على هوى عشاق صيد الجراد، إذ سارعوا بتسويقه عبر التطبيقات الإلكترونية، وربما لن تمر أيام حتى يتصدر كبرى المنصات الإلكترونية مثل "أمازون" وأخواتها، لاسيما أن المسوقين تعهدوا بإيصاله حيًا، مع ضمانة استعادة المشترى نقوده إذا لم يكن كذلك، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية.
الهوس الذى قاد عشاق صيد الجراد إلى تسويقه إلكترونيًا، شأن البضائع الأخرى، تحول إلى بشرى سارة لهم، فأسعار الـ"جمبرى البرى" - كما يحلو لعشاقه تسميته - بلغت 200 ریال للكيلوجرام فى الأسواق الإلكترونية، أى بزيادة 60% عن أسعار "الجمبرى البحرى" الذى يصل إلى 120 ريالا للكيلو.
المبالغة فى الأسعار وضعت عشاق هذا المذاق الفريد المتوفر بأكل الجراد فى حيرة، إذ يرون أن الأسعار مبالغ فيها، حتى إن كانت الأسواق الإلكترونية ستقيهم عناء البحث وطول الانتظار، ولأن الخافى أعظم، يرى محبو الجراد أن قيمته الغذائية كبيرة، لاحتوائه على البروتينات والأحماض الدهنية والمعادن ذات الأثر المفيد المضاد للالتهابات والسرطان على حد سواء، إضافة إلى الآثار الوقائية لأمراض القلب والأوعية الدموية، وفق ما أكدته لـ"عكاظ" أخصائى أول تغذية عضو هيئة تدريس جامعة الملك سعود فاطمة الشمسان.
وتقول الشمسان، إن الدراسات الحديثة أظهرت أن لحم الجراد الصحراوى يحتوى على تركيبة غنية من المركبات المعروفة باسم سيترول، ويعرف السيترول من النباتات باسم فيتوسترولس، بينما تعرف تلك الموجودة فى الحيوانات باسم الزوسترول، التى تمتلك خصائص لخفض الكوليسترول الضار فى الدم، مشيرة إلى أن الجراد الصحراوى يستهلك غذائيا بالفعل فى العديد من مناطق أفريقيا وآسيا، كما يمكن الاستفادة من خواصه الغذائية، وطرحه كمنتج فى الأسواق على مدار العام، ولكن تصريحات الأكاديمية السعودية، جاءت على عكس التحذيرات المتكررة من وزارة المياه والزراعة السعودية، من تناول الجراد.