تحل اليوم الخميس، ذكرى تنازل القائد الفرنسى نابليون بونابرت عن العرش للمرة الأولى، وذلك فى عام 1814، وذلك بعد 10 سنوات من وجوده على عرش فرنسا، حيث تولى الحكم فيها فى مايو 1804.
ويعد نابليون بونابرت أحد أبرز القادة العسكريين فى فرنسا، حيث خاض العديد من الحملات العسكرية التى كانت تستهدف فى المقام الأول توسيع النفوذ الفرنسى فى العديد من مناطق العالم، وعلى رأسها الحملة الفرنسية الشهيرة على مصر، والتى استمرت فى الفترة بين عامى 1798 و1801.
ولد الحاكم نابليون بونابرت الأول فى أجاكسيو، كورسيكا بالمملكة الفرنسية فى 15 أغسطس 1769 وتوفى فى 5 مايو 1821، والتحق نابليون بمدرسة بريان العسكرية، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة سان سير العسكرية الشهيرة وفى المدرستين أظهر تفوقا باهرا على رفاقه حيث أثبت تفوقه فى العلوم العسكرية وفى الآداب والتاريخ والجغرافيا.
لمع نجم بونابرت خلال عهد الجمهورية الفرنسية الأولى عندما عهدت إليه حكومة الإدارة بقيادة حملتين عسكريتين موجهتين ضد ائتلاف الدول المنقضة على فرنسا. وقام بعزل حكومة الإدارة فى سنة 1799 وأنشأ بدلا منها حكومة مؤلفة من 3 قناصل، وتقلد هو بنفسه منصب القنصل الأول.
وبعد 5 سنوات، أعلنه مجلس الشيوخ الفرنسى إمبراطورا، ليخوض عدة نزاعات عرفت باسم الحروب النابليونية، ودخلت فيها جميع القوى العظمى فى أوروبا، حيث أحرزت فرنسا انتصارات باهرة فى ذلك العهد على جميع الدول التى قاتلتها وجعلت لنفسها مركزا رئيسيا فى أوروبا القارية ومدت أصابعها فى شئون جميع الدول الأوروبية تقريبا.
إلا أن الضربة القاصمة جاءت فى الغزو الفرنسى لروسيا عام 1812، حيث هزمت قوات الائتلاف السادس الجيش الفرنسى فى معركة الأمم فى عام 1813 وفى السنة اللاحقة اجتاحت هذه القوات فرنسا ودخلت العاصمة باريس وأجبرت نابليون على التنازل عن العرش ونفوه إلى جزيرة ألبا فى 11 أبريل 1814.
هرب بونابرت من منفاه بعد أقل من سنة، وعاد ليتربع على عرش فرنسا، وحاول مقاومة الحلفاء واستعادة مجده السابق لكنهم هزموه شر هزيمة فى معركة واترلو فى يونيو عام 1815 واستسلم بونابرت بعد ذلك للبريطانيين الذين نفوه إلى جزيرة القديسة هيلانة المستعمرة البريطانية حيث أمضى السنوات الست الأخيرة من حياته.